المضيرة للردّ على فقه العامّة المتوكّئ على أحاديث رواها رجال كذّابون متّهمون كأبي هريرة. وكان سماحة العلاّمة السيّد مرتضى العسكريّ يقول (لي) : أرسلتُ كتابين من كتبي وهما : عبد الله بن سبأ والجزء الأوّل من كتاب أحاديث أمّ المؤمنين عائشة إلى الشيخ أبو ريّة في مصر فاستحسنهما كثيراً ، وعندما ذهبت إلى مصر عدته في المستشفى إذ كان راقداً(١) فيها لمرض ألمّ به وأدّى إلى وفاته ، وقد سررنا أنا وإيّاه باللقاء كثيراً ، وكان يرى أنّ عائشة إمرأةً فظّةً محرّفةً للتاريخ وعدوّةً لأمير المؤمنين وفاطمة الزهراء عليهما السلام ، وكان يبغضها كثيراً ، ولعنها عدّة مرّات وهو على سريره ، كما كان يتبرّأ من عثمان ، وسألته عن رأيه بالشيخين ، فقال : إنّه توصّل إلى موضوعات كثيرة بشأنهما ، وكان يذمّهما(٢) لكنّه لم يبلغ مرحلة لعنهما والبراءة منهما حتّى وافاه الأجل... اللهُمَّ احْشُرْهُ مَعَ مَنْ يَتَولاّهُ وَيُحِبُّهُ وَأبْعِدْهُ مِمَّنْ يَتَبَرَّأ مِنْهُ وَيُبْغِضُهُ!»(٣).

أراني قد أطلت وما استوفيت ، وما قصدته من دراستي هذه لشخصيّة أبي ريّة وجهوده إنّما هو نظرة سريعة ببعض جوانب حياته وآرائه على مقدار ما تهيّأ في الذاكرة وما عثرت عليه من خلال تتبّعي.

ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

(١) كتب رحمه الله خطابه إلى مؤتمر الشيخ الطوسي في مرضه هذا.

(٢) ومنها ما ذكرت آنفا في الطعن على أبي بكر حول غصب نحلة الزهراء عليها‌السلام.

(٣) معرفة الإمام ١٧ : ٢٤٢.