• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • بحوث تمهيديّة

  • 1 ـ علاقة الغلوّ والتفويض بالشهادة الثالثة
  • 2 ـ منهج القميين والبغداديين في العقائد والرجال
  • 3 ـ الشهادة الثالثة شرع أم بدعة؟
  • الأقوال في المسألة
  • الخلاصة
  • الفصل الأول / الادلة الشرعية ، وهي في ثلاثة اقسام

  • الفصل الثالث / الشهادة الثالثة الشعار والعبادة

  • الخلاصة
  • وفي الختام
  • يسجد لصنم قط. وهو الذي ولد في الكعبة ، واستشهد في المحراب ، وفي هاتين النكتتين ـ الولادة والشهادة ـ معنى لطيف وظريف ، ويترتب عليه محبوبية تعاطي الشهادة بالولاية شعاريا في غالب الأمور المعرفية باعتبارها مفتاح رسالة النبيّ صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ومفتاح معرفة التوحيد الصحيح ، فمع ثبوت هذه الحقيقة لا مناص من القول برجحانها في كلّ عبادةٍ لدليل الإباحة وخلّو المعارض.

    وممّا يدلّ على ذلك أيضا ما أخرجه الكليني بسند صحيح عن زرارة ، عن أبي جعفر عليه‌السلام ، قال : بُني الإسلام على خمسة أشياء : على الصلاة والزكاة والحجّ والصوم والولاية ، فقلت : أيّ شيء من ذلك أفضل؟ قال عليه‌السلام : « الولاية أفضل لأ نّها مفتاحهنّ ؛ والوالي هو الدليل عليهنَّ ... » (١).

    فقوله عليه‌السلام : «الولاية مفتاح الصلاة والصوم ...» ، وقوله عليه‌السلام الآخر : « الوالي هو الدليل عليهنّ » ظاهر في الشعارية بلا أدنى كلام ؛ لأنّ الإمام الباقر عليه‌السلام جعل الولاية مفتاحا لغالب الأمور العبادية وعلى رأسها الصلاة والصوم والزكاة والحج ، ومعنى كلامه عليه‌السلام أنّ الولاية تنطوي على ملاك عباديّ وتشريعي ؛ إذ لا معنى لكون الولاية دليلاً ومفتاحا للعبادات إلاّ أن يكون معنى من معانيها عبادة.

    وقد جاء في تفسير القمّي في قوله تعالى ( إِلَيْهِ يَصْعَدُ ألْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ ) ، قال : كلمة الإخلاص والإقرار بما جاء من عند اللّه‏ من الفرائض ، والولايةُ ترفع العمل الصالح إلى اللّه‏.

    وعن الصادق عليه‌السلام أنّه قال : الكلم الطيب قول المؤمن « لا إله إلاّ اللّه‏ ، محمد رسول اللّه‏ ، علي ولي اللّه‏ وخليفة رسول اللّه‏ » وقال : والعمل الصالح الاعتقاد بالقلب أنّ هذا هو الحقّ من عند اللّه‏ لا شك فيه من رب العالمين (٢).

    __________________

    (١) الكافي ٢ : ١٨ / باب دعائم الإسلام / ح ٥.

    (٢) تفسير القمّي ٢ : ٢٠٨.