• الفهرس
  • عدد النتائج:

الرّابع : قد عرفت أن مفهوم المشتق أمر بسيط وجداني ينتزع من الذّات بملاحظة اتصافها وتلبسها بالمبدإ ، فلا بدّ في صدقه وجريه عليها من المغايرة بينها وبين المبدأ إلّا أنه لا يلزم وجودها بينها خارجا ومصداقا بأن يكون قيامه بها من قبيل قيام العرض أو العرضي بالجوهر بل تكفي المغايرة بينها مفهوما وإن كان قيامه بها وتلبسها به بنحو من الاتّحاد والعينيّة بإن لا يكون بينهما في الخارج اثنينيّة وما بحذائه منه غير الذّات ، بل يكون ما بحذائه عين الذات كعلمه تبارك وتعالى وقدرته وكرمه ووجوده ونحوها من مبادي صفاته الكماليّة والجلاليّة فإنها بناء على ما عليه أهل الحقّ من عينيتها مع ذاته المقدّسة ، ولذا كان كمال توحيد الذات نفي الصفات عنه بمعنى الالزام بانها ليست أمورا زائدة على ذاته المقدّسة خارجا ليست إلّا مغايرة مع ذاته تعالى مفهوما إلّا أن هذا المقدار من المغايرة بحسب المفهوميّة يكفي في صحة الاتصاف والتّلبس بها وإن كان من الامور الخفيّة عند أهل العرف بحسب أنظارهم القاصرة فإنهم لا يرون بها صحة التّلبس والاتصاف إلّا فيما إذا كان بين الموصوف والصّفة تغاير واثنينيّة ، وإما بأن تكون الصّفة عرضا أو عرضيّا قائما بالذّات بل تلبس ذاته المقدسة بمبادي صفاته الجلاليّة والكماليّة أقوى وأعلى من تلبس غيره الممكن بها فإن تلبسه تعالى بها بالعينيّة فهي واجبة بنفسها كذاته تعالى ، بخلاف تلبس غيره بها فإنه بالاثنينيّة ومن قبيل تلبس الممكن بالعرض أو العرضي الممكن ، أي قيام الواجب بالواجب بالعينيّة من قيام العرض أو العرضي الممكن بالممكن مع الاثنينيّة ولا يقدح في هذا عدم إدراك العرف مثل هذه الامور الخفيّة ، فإن نظرهم إنما يكون مرجعا ومتبعا في تعيين المفاهيم لا في تطبيقها على مصاديقها ، وعلى هذا يتضح أن ينتزع من ذاته الأقدس بملاحظة