• الفهرس
  • عدد النتائج:

وعلامة عليه فيكون اللّفظ والمعنى من قبيل العلامة وذي العلامة ونظير القرينة وذي القرينة.

وثانيهما : أن يكون عبارة عن تحقيق المعنى وإيجاده عند المخاطب والقائه إليه باللّفظ حيث أنه عنوان ووجه له ومتّحد معه نحو اتحاد ، بل هو هو بوجه كأنه وجود لفظي للمعنى ولذا تسري إليه أحكامه وآثاره من الحسن والقبح كما ، أن المعاني المخطرة بالبال متحدة مع واقعياتها نحو اتّحاد ، كذلك الالفاظ متّحدة مع المعاني نحو اتحاد ، فالالفاظ إيجاد للمعاني بهذا اللباس والمستعمل حين التكلّم والاستعمال لا يريد ولا يلاحظ مستقلا إلّا المعنى بحياله بحيث لا يلتفت إلى اللّفظ إلّا تبعا من حيث أنه عنوانه ووجهه وحاك عنه وفان فيه فناء الوجه في ذي الوجه والعنوان في المعنون ، كما أن من أراد أن يشاهد وجهه في المرآة إذا نظر فيها لا يرى إلّا وجهه بحيث لا يلتفت إلى المرآة إلّا تبعا ولو أراد أن يلاحظها بحيالها احتاج إلى لحاظ آخر وإرادة أخرى ، كذلك المستعمل حين الاستعمال لا ينظر ولا يلاحظ مستقلا إلّا المعنى بحيث لا يلتفت إلى اللّفظ إلّا تبعا.

ولا فرق في ما ذكرناه بين كون المعنى مستقلا في نفسه كالمعنى الاسمي أو غير مستقل في نفسه كالمعنى الحرفي ، فإن الغرض في المقام إثبات استقلاليّة المعنى في مقابل استقلالية اللّفظ بحسب اللّحاظ والارادة وإن إرادة اللّفظ تبع لإرادة المعنى ، فلا ينافي عدم استقلاليّة المعنى في نفسه لما هو الغرض في المقام.

إذا عرفت ما ذكرناه فاعلم أن حقيقة الاستعمال إن كانت على الوجه الاوّل أمكن استعمال اللّفظ في الأكثر على سبيل الاستقلال في الارادة ، لأنه يمكن عقلا نصب علامة واحدة لإرادة امور كثيرة يكون كلّ واحد منها مستقلا في الارادة وإن