• الفهرس
  • عدد النتائج:

بَعْضَكُمْ لِبَعْضٍ فِتْنَةً) هذا خطاب لجميع الناس لاختلاف أحوالهم ، فالغني فتنة للفقير ، والصحيح فتنة للمريض ، والرسول فتنة لغيره ممن يحسده ويكفر به (أَتَصْبِرُونَ) تقديره لننظر هل تصبرون (لا يَرْجُونَ لِقاءَنا) قيل : معناه لا يخافون ، والصحيح أنه على بابه لأن لقاء الله يرجى ويخاف (لَوْ لا أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلائِكَةُ أَوْ نَرى رَبَّنا) اقترح الكفار نزول الملائكة أو رؤية الله ، وحينئذ يؤمنون فرد الله عليهم بقوله : لقد استكبروا الآية : أي طلبوا ما لا ينبغي لهم أن يطلبوه ، وقوله : في أنفسهم كما تقول : فلان عظيم في نفسه ، أي عند نفسه أو بمعنى أنهم أضمروا الكفر في أنفسهم (يَوْمَ يَرَوْنَ الْمَلائِكَةَ لا بُشْرى يَوْمَئِذٍ لِلْمُجْرِمِينَ) لما طلبوا رؤية الملائكة ، أخبر الله أنهم لا بشرى لهم يوم يرونهم ، فالعامل في يوم معنى لا بشرى ، ويومئذ بدل (وَيَقُولُونَ حِجْراً مَحْجُوراً) الضمير في يقولون إن كان للملائكة ، فالمعنى أنهم يقولون للمجرمين حجرا محجورا ، أي حرام عليكم الجنة أو البشرى ، وإن كان الضمير للمجرمين ، فالمعنى أنهم يقولون حجرا بمعنى عوذا. لأن العرب كانت تتعوّذ بهذه الكلمة مما تكره ، وانتصابه بفعل متروك إظهاره نحو معاذ الله.

(وَقَدِمْنا إِلى ما عَمِلُوا) أي قصدنا إلى أفعالهم فلفظ القدوم مجاز ، وقيل : هو قدوم الملائكة أسنده الله إلى نفسه لأنه عن أمره (فَجَعَلْناهُ هَباءً مَنْثُوراً) عبارة عن عدم قبول ما عملوا من الحسنات كإطعام المساكين وصلة الأرحام وغير ذلك ، وأنها لا تنفعهم لأن الإيمان شرط في قبول الأعمال ، والهباء هي الأجرام الدقيقة من الغبار التي لا تظهر إلا حين تدخل الشمس على موضع ضيق كالكوة ، والمنثور المتفرّق (خَيْرٌ مُسْتَقَرًّا) جاء هنا التفضيل بين الجنة والنار ، لأن هذا مستقرّ وهذا مستقرّ (وَأَحْسَنُ مَقِيلاً) هو مفعل من النوم في القائلة وإن كانت الجنة لا نوم فيها ، ولكن جاء على ما تتعارفه العرب من الاستراحة وقت القائلة في الأمكنة الباردة ، وقيل : إن حساب الخلق يكمل في وقت ارتفاع النهار ، فيقيل أهل الجنة في الجنة ، وأهل النار في النار.

(وَيَوْمَ تَشَقَّقُ السَّماءُ بِالْغَمامِ) هو يوم القيامة وانشقاق السماء : انفطارها ومعنى بالغمام أي يخرج منها الغمام ، وهو السحاب الرقيق الأبيض ، وحينئذ تنزل الملائكة إلى الأرض (وَيَوْمَ يَعَضُّ الظَّالِمُ عَلى يَدَيْهِ) عض اليدين كناية عن الندم والحسرة ، والظالم هنا عقبة بن أبي معيط ، وقيل : كل ظالم والظلم هنا الكفر (مَعَ الرَّسُولِ) هو محمد صلى الله