• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • الوجهة الأولى

  • فى تعريف الأحوال الجغرافية للمدينة المنورة ، وعادات أهلها
  • عبد الجليل برادة أفندى ، الروميه ولم يفصل بين السور والحدائق غير طريق واسع وقد اتصلت الجهة الشامية من هذه الحدائق حتى حصة الصدقة وشملها العمران. وفى كل حديقة قصور عظيمة مرتفعة والدواوين والأحواض التى تملأ بالدلاء وتنبت فيها ثمار وفواكه مثل البلح والعنب والرمان والتين والسدر وأشجار مثمرة أخرى. والقسم الأعظم من محاصيلها ملك أغوات حرم السعادة.

    وإن كان فى الجهة الشرقية من المدينة المنورة كثير من حدائق النخيل والبساتين إلا أنها ليست جميلة مثل الحدائق القريبة من السور. ولكن فى الحدائق التى خارج باب قباء مبان ساحرة وإن كانت فى الجهة الشامية من المدينة ، نحو جبال الغابة فى طول خمسة وعشرين ألف ذراع من الأراضى إلا أن معظمها غير مزروع ، واستصلاح هذه الأراضى يحتاج إلى حفر آبار وإعداد عيون. وقد كثرت مجارى وقنوات الأنهار التى فى الجهة الشرقية والقبلية وإجراء العيون بحفر المجارى والجداول سيخرب مزروعات هاتين الجهتين وحدائقها ؛ لذلك فهذا غير جائز.

    وإضافة إلى عين السيد علوى سقاف والسيد هاشم جمل الليل وعين الأغوات. المياه الجارية التى فى هذه الجهات تسير مجاريها عن طريق الجهة الشرقية من البقيع الشريف وتمر من وسط الحدائق وأشجار النخيل التى تنبت من نفسها نحو مسيل أبى جيد. ومنابع هذه المياه ، كما ذكرت آنفا فى مسيل حمزة ودويخلة ، ومنابع بعضها فى وادى جرف ؛ ولهذا فمياه عموم أنهارها مر ، وبما أن مياه جزع الصدقة من آبار وادى جرف فهى عذبة وصالحة لرى الأشجار وبئر عثمان بئر من آبار جرف.

    وتروى مزارع الجهة الغربية من البلدة المسعودة وهى فى منتهى ذى الحليفة بمياه الآبار. لأنه لا توجد مياه جارية فى هذه الجهة منها. وإن كانت شركة سزنى قد أعدت عينا فى سنة ١٣٠١ ه‍ وبما أنها لم تغرس بعد أشجار النخيل فالحدائق التى على الجهات الأربعة لهذا الماء تروى بماء الآبار. ولما كانت هذه الآبار قليلة