• الفهرس
  • عدد النتائج:

بشئ من امرك ، فخذ هاهنا ، فتياسر عن طريق العذيب والقادسية ، وسار الحسين عليه‌السلام وسار الحرّ في أصحابه يسايره وهو يقول له : يا حسين اني اذكّرك الله في نفسك ، فإنّي أشهد لئن قاتلت لتقتلنّ ، فقال له الحسين عليه‌السلام : ( أفبالموت تخوّفني؟ وهل يعدو بكم الخطب أن تقتلوني؟ وسأقول كما قال أخو الأوس لابن عمّه ، وهو يريد نصرة رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله فخوفه ابن عمه وقال :أين تذهب؟ فانّك مقتول ؛ فقال :

سأمضي فما بالموت عار على الفتى

إذا ما نوى حقّا وجاهد مسلما

وآسى الرّجال الصالحين بنفسه

وفارق مثبورا وباعد (١) مجرما

فإن عشت لم اندم وان متّ لم ألم

كفى بك ذلا ان تعيش وترغما »

فلمّا سمع ذلك الحرّ تنحّى عنه ، فكان يسير بأصحابه ناحية ، والحسين عليه‌السلام في ناحية أخرى ، حتى انتهوا الى عذيب الهجانات (٢).

ثمّ مضى الحسين عليه‌السلام حتّى انتهى الى قصر بني مقاتل فنزل به ، فاذا هو بفسطاط مضروب فقال : ( لمن هذا؟ ) فقيل : لعبيد الله بن الحرّ الجعفيّ ، فقال :( ادعوه اليّ ) فلما أتاه الرّسول قال له : هذا الحسين بن عليّ يدعوك ، فقال عبيد الله : انّا لله وانّا اليه راجعون ، والله ماخرجت من الكوفة الّا كراهية أن يدخلها الحسين وانا بها ، والله ما اريد ان اراه ولا يراني ؛ فأتاه الرّسول فأخبره فقام الحسين عليه

__________________

(١) في هامش (ش) و (م) : وخالف.

(٢) عذيب الهجانات : موضع في العراق قرب القادسية (معجم البلدان ٤ : ٩٢ ).