إن كيفية السمع حتى الآن غامضة لم تعرف منها إلا الأُمور السطحية البسيطة ولكنها على قلتها وبساطتها دليل إيماني مهم على أن القرآن هو كتاب الله المقروء ، كما أن الكون بكل قطاعاته الأحياء والموات والانسان كتاب الله المنظور ، وان كل صغيرة وكبيرة في بناء التركيب الانساني هو آية ودليل تقرب الانسان من الخالق العظيم.

لقد وجد الأطباء أن اهتزاز البلغم المحيطي الذي يسبح في الزاحف الدهليزي والزاحف الطبلي يؤثر على القناة الملعقية التي تحوي عضو كورتي وهي تحوي البلغم الداخلي ، وهذه القناة مغلقة من نهايتيها وتتصل بقناة بعضو التوازن أي القريبة والكييس ، واهتزاز البلغم الداخلي يؤثر على أهداب الخلايا والرمال السمعية التي ذكرناها وهذه بالتالي تنقل عبر ألياف العصب السمعي بشكل سيالة عصبية ونبضات كهربية إلى الفص الصدغي حث تفهم على أتم وجه ، ولقد وجد أن هذا العضو حساس تجاه كافة أنواع الأصوات ، وكل قسم منه خاص بنوع خاص من الأصوات ، فالأصوات الغليظة تتمركز مناطق استقبالها في قمة الحلزون ، والأصوات الحادة في القاعدة ، ونتساءل كيف يتم تمييز هذه الآلات المؤلفة من المزيج العجيب الغريب من الأصوات؟ وكيف تفهم في الفصوص الدماغية؟ وكيف تميز الأذن بين القول الهادىء والشديد؟ وبين النثر والشعر؟ وبين الكلام العادي والنغم الموسيقي؟ وحتى النغم الموسيقي له أنواعه المختلفة المتباينة والتي يتفنن أصحاب الموسيقي في إظهارها للبشر إلى درجة الإزعاج الشديد.

ـ ٥ ـ

التوازن : ذكرنا أن الأذن تختص بالسمع وتختص بالتوازن ، وجهاز التوازن في الأذن مكوّن من أقنية ثلاثة ، وزقين يشبهان في شكليهما