• الفهرس
  • عدد النتائج:

قصة داود عليه‌السلام

وما كان في أيامه وذكر فضائله وشمائله ودلائل نبوته وأعلامه

هو داود بن إيشا بن عويد بن عابر بن سلمون بن تحشون بن عوينادب بن إرم بن حصرون بن فارض بن يهوذا بن يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم الخليل عبد الله ونبيه وخليفته في أرض بيت المقدس.

قال محمد بن إسحاق عن بعض أهل العلم عن وهب بن منبه : كان داود عليه‌السلام قصيرا أزرق العينين قليل الشعر طاهر القلب ونقيه.

تقدم أنه لما قتل جالوت وكان قتله له فيما ذكر ابن عساكر عند قصر أم حكيم بقرب مرج الصفر ، فأحبته بنو إسرائيل ومالوا إليه وإلى ملكه عليهم ، فكان من أمر طالوت ما كان وصار الملك إلى داود عليه‌السلام ، وجمع الله له بين الملك والنبوة بين خير الدنيا والآخرة ، وكان الملك يكون في سبط والنبوة في آخر فاجتمعا في داود هذا.

وهذا كما قال تعالى : (وَقَتَلَ داوُدُ جالُوتَ وَآتاهُ اللهُ الْمُلْكَ وَالْحِكْمَةَ وَعَلَّمَهُ مِمَّا يَشاءُ وَلَوْ لا دَفْعُ اللهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلكِنَّ اللهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعالَمِينَ.)

[٢ / البقرة : ٢٥١]

أي لو لا إقامة الملوك حكاما على الناس لاكل قوي الناس ضعيفهم. ولهذا جاء في بعض الآثار (السلطان ظل الله في أرضه). وقال أمير المؤمنين عثمان بن عفان : «إن الله ليزع بالسلطان ما لا يزع بالقرآن».

وقد ذكر ابن جرير في تاريخه أن جالوت لما بارز طالوت قال له : اخرج إليّ وأخرج إليك فندب طالوت الناس فانتدب داود فقتل جالوت.

قال وهب بن منبه : فمال الناس إلى داود حتى لم يكن لطالوت ذكر ، وخلعوا طالوت وولوا عليهم داود ، وقيل إن ذلك عن أمر شمويل حتى قال بعضهم إنه ولاه قبل الواقعة (١).

قال ابن جرير : والذي عليه الجمهور إنه إنما ولي ذلك بعد قتل جالوت والله أعلم ، وروى

__________________

(١) وذكرها ابن عساكر في تاريخه (٥ / ١٩٠ / تهذي).