• الفهرس
  • عدد النتائج:

الضلع أعلاه ، فإن ذهبت تقيمه كسرته ، وإن تركته لم يزل أعوج ، فاستوصوا بالنساء خيرا» (١).

هذا لفظ البخاري.

وقد اختلف المفسرون في قوله تعالى : (وَلا تَقْرَبا هذِهِ الشَّجَرَةَ) فقيل هي الكرم ، وروي عن ابن عباس وسعيد بن جبير والشعبيّ وجعدة بن هبيرة ، ومحمد بن قيس والسدي في رواية عن ابن عباس وابن مسعود وناس من الصحابة : قال : وتزعم يهود أنها الحنطة ، وهذا مروي عن ابن عباس والحسن البصري ووهب بن منبه وعطية العوفي ، وأبي مالك ومحارب بن دثار ، وعبد الرحمن ابن أبي ليلى.

وقال الثوري عن أبي حصين ، عن أبي مالك : «ولا تقربا هذه الشجرة» هي النخلة. وقال ابن جريج عن مجاهد : هي التينة ، وبه قال قتادة وابن جريج. وقال ابو العالية : كانت شجرة من أكل منها أحدث ولا ينبغي في الجنة حدث.

وهذا الخلاف قريب ، وقد أبهم الله ذكرها وتعيينها ، ولو كان في ذكرها مصلحة تعود إلينا لعينها لنا كما في غيرها من المحال التي تبهم في القرآن.

وإنما الخلاف الذي ذكروه في أن هذه الجنة التي أدخلها آدم : هل هي في السماء أو في الأرض ، هو الخلاف الذي ينبغي فصله والخروج منه.

والجمهور على أنها هي التي في السماء وهي جنة المأوى ، لظاهر الآيات والأحاديث كقوله تعالى : (وَقُلْنا يا آدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ) والألف واللام ليست للعموم ولا لمعهود لفظي ، وإنما تعود على معهود ذهني ؛ وهو المستقر شرعا من جنة المأوى ، وكقول موسى عليه‌السلام لآدم عليه‌السلام : «علام أخرجتنا ونفسك من الجنة؟ ...» الحديث كما سيأتي الكلام عليه.

وروى مسلم في صحيحه من حديث أبي مالك الأشجعي ـ واسمه سعد بن طارق ـ عن أبي حازم سلمة بن دينار ، عن أبي هريرة ، وأبو مالك عن ربعي ، عن حذيفة قالا : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «يجمع الله الناس فيقوم المؤمنون حين تزلف لهم الجنة. فيأتون آدم فيقولون : يا أبانا استفتح لنا الجنة. فيقول : وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم؟» (٢) وذكر الحديث بطوله.

__________________

(١) الحديث رواه البخاري (٦٠ / ١ / ٣٣٣١ ، ٥١٨٤ ـ ، ٥١٨٦ ـ فتح الباري).

ورواه مسلم في صحيحه من نفس طريق البخاري (١٧ / ١٨ / ١٤٦٨) ولكن بلفظ «من كان يؤمن بالله واليوم الآخر ، فأذا أشهد أمرا فليتكلم بخير أو ليسكت. واستوصوا بالنساء ... وذكر تمام الحديث».

ورواه الترمذي في سننه بنحوه (١٠ / ١١ / ١١٦٣). ورواه ابن ماجه بنحوه أيضا من نفس طريق الترمذي (٩ / ٣ / ١٨٥١) من طريق عمرو بن الأحوص ولفظه «استوصوا بالنساء خيرا فإنهن عندكم عوان. ليس تملكون منهن شيئا غير ذلك. إلا أن يأتين بفاحشة مبينة ... إلى آخرة» أه.

(٢) الحديث رواه مسلم في صحيحه (١ / ٨٤ / ١٩٥) وتمامه : «يجمع الله تبارك وتعالى. فيقوم المؤمنون حتى تزلف لهم الجنة.

فيأتون آدم فيقولون يا أبانا استفتح لنا الجنة. فيقول : وهل أخرجكم من الجنة إلا خطيئة أبيكم! لست بصاحب ذلك اذهبوا إلى ابني