• الفهرس
  • عدد النتائج:

قال ابن جرير : حدثني عمران (١) بن بكار الكلاعي ، حدثنا يحيى بن صالح ، حدثنا أبو يحيى بن عبد الرحمن ، حدثني بشر بن منصور عن علي بن زيد ، عن سعيد بن المسيب قال :

سمعت سعد (٢) بن مالك ـ وهو ابن أبي وقاص يقول : سمعت رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم يقول : «اسم الله الذي إذا دعي به أجاب وإذا سئل به أعطى ، دعوة يونس ابن متى» قال :

فقلت : يا رسول الله هي ليونس خاصة أم لجماعة المسلمين؟ قال. «هي ليونس خاصة وللمؤمنين عامة إذا دعوا بها ـ ألم تسمع قول الله تعالى : (فَنادى فِي الظُّلُماتِ أَنْ لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ* فَاسْتَجَبْنا لَهُ وَنَجَّيْناهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ) فهو شرط من الله لمن دعاه به.

وقال ابن أبي حاتم : حدثنا أبو سعيد الأشج ، حدثنا أبو خالد الأحمر عن كثير بن زيد ، عن المطلب بن حنطب قال قال أبو خالد : أحسبه عن مصعب ـ يعني ابن سعد ـ عن سعد قال : قال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم : «من دعا بدعاء يونس استجيب له». قال أبو سعيد الأشج : يريد به : (وَكَذلِكَ نُنْجِي الْمُؤْمِنِينَ).

وهذان طريقان عن سعد.

وثالث أحسن منهما : وقال الإمام أحمد : حدثنا إسماعيل بن عمير ، حدثنا يونس بن أبي إسحاق الهمداني حدثنا إبراهيم بن محمد بن سعد ، حدثني والدي محمد ، عن أبيه سعد ـ وهو ابن أبي وقاص رضي الله عنه ـ قال : مررت بعثمان بن عفان في المسجد فسلمت عليه ، فملأ عينيه مني ثم لم يرد علي السلام ، فأتيت عمر بن الخطاب فقلت يا أمير المؤمنين : هل حدث في الإسلام شيء؟ قال : لا. وما ذاك؟ قلت : لا ، إلا أني مررت بعثمان آنفا في المسجد فسلمت عليه فملأ عينيه مني ثم لم يرد علي السلام. قال : فأرسل عمر إلى عثمان فدعاه فقال : ما منعك أن لا تكون رددت على أخيك السلام؟ قال : ما فعلت قال سعد قلت بلى ، حتى حلف وحلفت. قال : ثم إن عثمان ذكر فقال : بلى ، وأستغفر الله وأتوب إليه ـ إنك مررت بي آنفا وأنا أحدث نفسي بكلمة سمعتها من رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم لا والله ما ذكرتها قط إلا تغشى بصري وقلبي غشاوة.

قال سعد : فأنا أنبئكم إن رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم ذكر لنا أول دعوة ، ثم جاء أعرابي فشغله حتى قام رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فاتبعته ، فلما أشفقت أن يسبقني إلى منزله ضربت بقدمي الأرض ، فالتفت إلى رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وسلم فقال : «من هذا؟ أبو إسحاق؟» قال :

قلت : نعم يا رسول الله. قال : «مه؟» قلت : لا والله ، إلا أنك ذكرت لنا أول دعوة ، ثم جاء هذا الأعرابي فشغلك. قال : «نعم دعوة ذي النون إذ هو في بطن الحوت (لا إِلهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ) ، فإنه لم يدع بها مسلم ربه في شيء قط إلا استجاب له» (٣)

ورواه الترمذي والنسائي من حديث إبراهيم بن محمد بن سعد به.

__________________

(١) و : عمر.

(٢) و : سعيد.

(٣) الحديث رواه أحمد في المسند (١ / ١٧٠ / حلبي). ورواه الترمذي في سننه (٤٩ / ٨٢ / ٣٥٠٥).