«كلهم من قريش» (١)
أخرجاه في الصحيحين.
وفي رواية : «لا يزال هذا الأمر قائما ، وفي رواية عزيزا ، حتى يكون اثنا عشر خليفة كلهم من قريش».
فهؤلاء منهم الأئمة الأربعة : أبو بكر وعمر وعثمان وعلي ، ومنهم عمر بن عبد العزيز أيضا ، ومنهم بعض بني العباس. وليس المراد أنهم يكونون اثني عشر نسقا بل لا بد من وجودهم.
وليس المراد الأئمة الأثنى عشر الذين يعتقد فيهم الرافضة ، الذين أولهم علي بن أبي طالب وآخرهم المنتظر بسرداب سامرا ـ وهو محمد بن الحسن العسكري فيما يزعمون فإن أولئك لم يكن فيهم أنفع من علي وابنه الحسن بن علي ، حين ترك القتال وسلم الأمر لمعاوية ، وأخمد نار الفتنة ، وسكن رحى الحرب بين المسلمين ، والباقون من جملة الرعايا لم يكن لهم حكم على الأمة في أمر من الأمور. وأما ما يعتقدونه بسرداب سامرا ، فذاك هوس في الرؤوس ، وهذيان في النفوس ، لا حقيقة له ولا عين ولا أثر.
* * *
والمقصود أن هاجر عليهاالسلام لما ولد لها إسماعيل ، اشتدت غيرة سارة منها ، وطلبت من الخليل أن يغيب وجهها عنها ، فذهب بها وبولدها ، فسار بها حتى وضعها حيث مكة اليوم.
ويقال إن ولدها كان إذ ذاك رضيعا.
ما تركهما هناك وولى ظهره عنهما قامت إليه هاجر وتعلقت بثيابه ، وقالت : يا إبراهيم أين تذهب وتدعنا هاهنا وليس معنا ما يكفينا؟ فلم يجبها. فلما ألحت عليه وهو لا يجيبها قالت له :
آلله أمرك بهذا؟ قال : نعم. قالت فإذن لا يضيعنا!
وقد ذكر الشيخ أبو محمد بن أبي زيد رحمهالله في كتاب النوادر : أن سارة غضبت على هاجر فحلفت لتقطعن ثلاثة أعضاء منها فأمرها الخليل أن تثقب أذنيها ، وأن تخفضها فتبر قسمها.
قال السهيلي : فكانت أول من اختتن من النساء ، وأول من ثقبت أذنها منهن ، وأول من طولت ذيلها.
__________________
(١) الحديث رواه مسلم (٦ / ٣). وأبو داود (٢ / ٢٠٧) وأحمد (٥ / ٩٣ ، ٩٨). وأحمد في مسنده (٥ / ١٠١) بروايات متقاربة في اللفظ ورواه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة رقم (٣٧٦ / المكتب الإسلامي) بروايات كثيرة.