إِيمانِها خَيْراً) قال : يعني صفوتنا ونصرتنا ، قلت ، إنّما قدر الله عنه باللسان واليدين والقلب. قال : يا خيثمة ألم تكن نصرتنا باللسان كنصرتنا بالسيف ، ونصرتنا باليدين أفضل والقيام فيها. يا خيثمة إنّ القرآن نزل أثلاثا ، فثلث فينا ، وثلث في عدوّنا ، وثلث فرائض وأحكام ، ولو أنّ آية نزلت في قوم ، ثمّ ماتوا اولئك ، ماتت الآية ، إذا ما بقي من القرآن شيء. إنّ القرآن عربيّ من أوّله إلى آخره ، وآخره إلى أوّله ، ما قامت السماوات والأرض ، فلكلّ قوم آية يتلونها. يا خيثمة إنّ الإسلام بدأ غريبا ، وسيعود غريبا فطوبى للغرباء ، وهذا في أيدي الناس فكلّ على هذا. يا خيثمة سيأتي على الناس زمان لا يعرفون الله وما هو التوحيد ، حتّى يكون خروج الدجال ، وحتّى ينزل عيسى ابن مريم من السماء ، ويقتل الله الدجّال على يده ، ويصلّي بهم رجل منّا أهل البيت ، ألا ترى أنّ عيسى يصلّي خلفنا وهو نبيّ ، ألا ونحن أفضل منه (١).
١٧٣ ـ روى القمّيّ بإسناده عن حفص بن غياث ، عن أبي عبد الله عليهالسلام قال : سأل رجل عن حروب أمير المؤمنين عليهالسلام وكان السائل من محبّينا ، فقال أبو جعفر عليهالسلام : بعث الله محمّدا صلىاللهعليهوآله بخمسة أسياف ، ثلاثة منها شاهرة لا تغمد إلى أن تضع الحرب أوزارها ، ولن تضع الحرب أوزارها حتّى تطلع الشمس من مغربها ، فإذا طلعت الشمس من مغربها آمن الناس كلّهم في ذلك اليوم ، فيومئذ : (لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمانِها خَيْراً) وسيف منها ملفوف ، وسيف منها مغمود سلّه إلى غيرنا وحكمه إلينا ... (٢)
١٧٤ ـ روى العيّاشيّ بإسناده عن زرارة وحمران ومحمّد بن مسلم ، عن أبي جعفر وأبي عبد الله عليهماالسلام في قوله : (يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آياتِ رَبِّكَ لا يَنْفَعُ نَفْساً إِيمانُها) قال : طلوع الشمس من المغرب ، وخروج الدابّة والدجّال ، والرجل يكون مصرّا ولم يعمل على الإيمان ثمّ تجيء الآيات فلا ينفعه إيمانه (٣).
١٧٥ ـ روى البرقي بإسناده عن عبد الله بن سليمان العامريّ ، عن أبي عبد الله عليهالسلام ، قال : ما زالت الأرض ولله فيها حجّة يعرف الحلال والحرام ، ويدعو إلى سبيل الله ، ولا ينقطع
__________________
(١) تفسير فرات ١٣٩ ح ١٦٦ ؛ بحار الأنوار ٢٤ / ٣٢٨.
(٢) تفسير القمّيّ ٢ / ٣٢٠ ؛ بحار الأنوار ٧٨ / ١٦٦.
(٣) تفسير العيّاشيّ ١ / ٣٨٤ ح ١٢٨ ؛ تفسير الصافي ٢ / ١٧٣.