• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • ثانيا ـ العلاقات الخارجية :
  • الإهتمام بالسّلام العام
  • موعظة بدعوة السّلام
  • دون إكراه
  • ولا إثارة للكراهية
  • ترك الإستبداد ، والإفساد
  • ترك المساس بأمن المحايدين
  • حسن الجوار ـ العدالة ـ البر
  • ترك المبادرة بالشر
  • عدم القتال في الأشهر الحرم
  • أو في الأماكن المحرمة
  • للحرب المشروعة حالتان
  • 1 ـ الدّفاع عن النّفس
  • 2 ـ مساعدة المستضعفين
  • قتال المقاتلة وحدها
  • لا هروب من ملاقاة المعتدين
  • الثّبات ، والوحدة
  • الصّبر ، والمصابرة
  • لا خوف من الموت ، فسيأتي في أجله
  • الخوف من مكائد الكفار ، ومؤامراتهم
  • لا استسلام
  • الوفاء بالمعاهدات المبرمة
  • مواجهة الخيانة بحزم
  • الوفاء بالشروط ، وإن كانت مضرة ، غير مواتية
  • الاخوة الإنسانية
  • رباط مقدس فوق اعتبار الجنس ، والنّوع
  • الفصل الخامس : الأخلاق الدّينية
  • «واجبات نحو الله»
  • اجمال أمهات الفضائل الإسلاميّة
  • «بعض أمهات الفضائل الّتي يميز بها القرآن المسلم الحقّ»
  • إلى قدر من النّور في القلب ، يعصمها من الوقوع في ظلمات الحواس بسهولة.

    هذه الطّريقة في معالجة نفس المبتدئين في الطّريق بقسوة لا تبدو لنا مع ذلك إبداعا ، أو ابتكارا ، حين نضعها في مجموع النّظم الإنسانيّة المناظرة لها. فلقد اتبع النّاس في كلّ عصر نفس المنهج كلّما أرادوا أن يحدثوا تغييرا ذا طابع عميق ، وهكذا تصنع الأمّ لتفطم ولدها ، كما يفعل المروض ليستأنس الوحوش ، ويدرب جوارح الصّيد (١).

    أمّا فيما يتعلق بالنساك أنفسهم ، فلما كان سعيهم إلى اكتساب التّطهر بالجهد والجهاد ، فليس من المستبعد أنّهم قد فرضوا على أنفسهم هذه القساوة في بداية مضمارهم (٢). لكنهم إذا تخطوا هذه المرحلة التّعليمية يتعبون بصفة عامة المسيرة

    __________________

    (١) انظر ، كتاب الرّعاية للمحاسبي : ٧٩ ـ ٨٠ ، وأيضا كتاب الرّياضة للحكيم التّرمذي : ٣٧٥ من المجموع ـ قال : فكذلك النّفس إنّما تجيب ربها عزوجل فيما أمرها بعد فطامها عن عادات الأمور الّتي اشتهت ولذت ، فإذا فطمتها ألزمتها الدّعاء ، وثناء الرّب ، ومدائحه ، ونجوه ؛ حتّى يأنس بذلك ، ويألف الذّكر ، حتّى ينكشف الغطاء بعد ذلك فيألف ربّه عزوجل ، وكذلك تجد الصّبي قد ألف ثدي أمّه ، حتّى لا يكاد يصبر عنه ساعة ، فإذا فطمته اشتد على الصّبي ، وبكى ، وقلق ، فإذا دام الفطم نسيه ، وأقبل على الطّعام ، والشّراب ، فكلما وجد حلاوة الأطعمة ، والأشربة هجر الثّدي ، وعاف ذلك اللّبن ، وكذلك الدّابة .. إلخ ..». وضرب التّرمذي قبل هذا النّص مثلا بالبازي يربى ، ويدرب حتّى يأنس بصاحبه ، ويألفه إذا دعاه. (المعرب).

    (٢) وذلك كأن نجد سهل بن عليّ المروزي وقد تعود حينا ألا يمر بالسوق إلّا مغضيا بصره ، وسادا أذنيه بقطع من القطن ، وفي نفس هذه المرحلة من الزّمن كان يأمر أخت زوجته أن تستتر دونه ، ولكنه بعد ذلك هجر كلّ هذه الاحتياطات. وهناك شخصية أخرى ، لم يذكر اسمها ، من جيل التّابعين ، فرضت على نفسها الصّمت المطلق لسنوات عديدة ، وقد وضع الرّجل في فيه دائما حصاة ، لم يكن يخرجها إلّا لحظة الصّلاة ، والطّعام. (المؤلف). انظر ، كتاب الرّياضة للحكيم التّرمذي : ٣٧٥ ـ ٣٧٦ من المجموع. (المعرب).