قالُوا تَاللهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ الْقَدِيمِ (٩٥) فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ أَلْقاهُ عَلى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيراً قالَ أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللهِ ما لا تَعْلَمُونَ (٩٦)

____________________________________

محذوف ، أي لصدقتموني.

[٩٦] لكنهم لم ينفع معهم كلام يعقوب ، ورجائه أن لا يفندوا لرأيه ، بل (قالُوا) أي من حضر ممن كان في طرف خطابه عليه‌السلام (تَاللهِ إِنَّكَ لَفِي ضَلالِكَ) أي اشتباهك وانحرافك عن الصواب في أمر يوسف (الْقَدِيمِ) فقد كنت من السابق تظن أنه لم يمت ، والحال أنه قد مات ، وذهب وأكله الذئب ، فلم يقل يعقوب شيئا حتى جاء يهودا ، ولده الأكبر الذي كان معه القميص.

[٩٧] (فَلَمَّا أَنْ جاءَ الْبَشِيرُ) المبشر بيوسف (أَلْقاهُ) أي ألقى قميص يوسف عليه‌السلام (عَلى وَجْهِهِ) وجه يعقوب (فَارْتَدَّ) أي رجع كما كان (بَصِيراً) تقدم أنه من المحتمل إرادة ارتداد قوة نور البصر إليه ، بعد أن ضعف لكثرة البكاء ، فإن الإنسان إذا بكى كثيرا غشاه غبار يحول بينه وبين حدة الإبصار ف (قالَ) يعقوب عليه‌السلام لمن فند قوله ((إِنِّي لَأَجِدُ رِيحَ يُوسُفَ) (أَلَمْ أَقُلْ لَكُمْ) أيها المفندون (إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللهِ) أي من طرفه سبحانه وبإلهامه إليّ (ما لا تَعْلَمُونَ) إذ قد وعدني بإرجاع يوسف إليّ.

[٩٨] وجاءوا إلى أبيهم يعقوب ليغفر لهم ذنبهم الذي اقترفوه وسببوا له تلك الأحزان واللواعج ، لكنهم لا يريدون أن يغفر لهم هو وحده ، بل يطلبون فوق ذلك أن يطلب من الله غفران ذنبهم ، فإن ذنبهم كان مزدوجا أمام الله ، وأمام أبيهم ـ بعد ما كان ذنبا بالنسبة إلى أخيهم