بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى (١٣٣) وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْناهُمْ بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ لَقالُوا رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً فَنَتَّبِعَ آياتِكَ مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَّ وَنَخْزى (١٣٤) قُلْ

____________________________________

ألم تصل إليهم (بَيِّنَةُ ما فِي الصُّحُفِ الْأُولى)؟ بيان ما في الكتب الأولى من أخبار الأمم التي أهلكناهم لما اقترحوا الآيات ثم كفروا بها فما ذا يؤمنهم أن يكون حالهم كحال أولئك الأمم ، إذا جئناهم بآية كفروا ، فتحل عليهم العقوبة؟ أو المراد إنا جئناهم بآية ، وهي القرآن الذي هو مشتمل على الحجج التي كانت في الصحف السابقة ، وهل من بينة وحجة بعد القرآن؟ و «بينة» صفة «آية» المقدرة ، أي الآية البينة ـ بمعنى الواضحة ـ.

[١٣٥] لقد تمت على هؤلاء الحجة بنزول القرآن ، فإن يهلكوا بعد ذلك ، ويدخلوا النار ، فليس إلا من أنفسهم ولسوء تلقيهم للآيات (وَلَوْ أَنَّا أَهْلَكْناهُمْ) أي أهلكنا هؤلاء الكفار (بِعَذابٍ مِنْ قَبْلِهِ) من قبل القرآن أو من قبل الرسول ـ أهلكناهم بأعمالهم السيئة ، وبكفرهم ـ (لَقالُوا) واحتجوا على الله سبحانه يا (رَبَّنا لَوْ لا أَرْسَلْتَ إِلَيْنا رَسُولاً) أي لماذا لم ترسل إلينا من يبين لنا أوامرك (فَنَتَّبِعَ آياتِكَ) ونعمل بما فيها (مِنْ قَبْلِ أَنْ نَذِلَ) بالعذاب (وَنَخْزى) من النار؟ وقد كان حينذاك الحق معهم ، فكيف يعذب من لم يتم عليه الحجة؟ أما وقد أرسلنا الرسول وعصوا ، فإنهم قد استحقوا العذاب ولو عذبناهم لا مجال لهم للاحتجاج.

[١٣٦] وإذ قد تمت الحجة عليهم ، ولم يؤمنوا ، فلينتظروا العذاب (قُلْ)