سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ وَيَكُونُونَ عَلَيْهِمْ ضِدًّا (٨٢) أَلَمْ تَرَ أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ تَؤُزُّهُمْ أَزًّا (٨٣) فَلا تَعْجَلْ عَلَيْهِمْ إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ عَدًّا (٨٤)

____________________________________

وانحطاطهم في الدنيا ، وفي الآخرة ، أما في الدنيا فقد كشفت عن سخافة عقولهم ، وأما في الآخرة ف (سَيَكْفُرُونَ بِعِبادَتِهِمْ) لهذه الآلهة ، فإنهم هناك يحلفون (وَاللهِ رَبِّنا ما كُنَّا مُشْرِكِينَ) (١) (وَيَكُونُونَ) هؤلاء المشركون (عَلَيْهِمْ) أي على تلك الآلهة (ضِدًّا) ومعارضا ، أو المراد أن الآلهة تكون جاحدة للمشركين ، حيث يقولون : (تَبَرَّأْنا إِلَيْكَ ما كانُوا إِيَّانا يَعْبُدُونَ) (٢) وأنهم يكونون ضدا للمشركين ، كما قال سبحانه : (إِذْ تَبَرَّأَ الَّذِينَ اتُّبِعُوا مِنَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا) (٣).

[٨٤] (أَلَمْ تَرَ) يا رسول الله (أَنَّا أَرْسَلْنَا الشَّياطِينَ عَلَى الْكافِرِينَ) أي خلينا بينهم وبين الكفار ليسيئوا إليهم ما يشاءون ، يقال لمن خلى بين كلبه وبين عدوه ليؤذيه : أرسل كلبه عليه ، حيث كان بإمكانه أن يمنعه ، فلم يمنعه (تَؤُزُّهُمْ) أي تزعجهم (أَزًّا) إزعاجا وتغريهم بالشر والعصيان ، فكما قد فعلنا هذا بالكفار ـ جزاء إعراضهم عن الحق ـ كذلك نفعل بهم في الآخرة ، ونمدهم من العذاب مدا.

[٨٥] (فَلا تَعْجَلْ) يا رسول الله (عَلَيْهِمْ) بأن تطلب لهم من الله العذاب ، فإنهم مأخوذون لا محالة ، وإنما التأخير ليزدادوا إثما (إِنَّما نَعُدُّ لَهُمْ) أي نحسب أعمالهم (عَدًّا) تأكيد في العد ، حتى نعطيهم جزاء عملهم في الآخرة.

__________________

(١) الأنعام : ٢٤.

(٢) القصص : ٦٤.

(٣) البقرة : ١٦٧.