وَلَئِنْ شِئْنا لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ ثُمَّ لا تَجِدُ لَكَ بِهِ عَلَيْنا وَكِيلاً (٨٦) إِلاَّ رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ إِنَّ فَضْلَهُ

____________________________________

إِلَيْكَ رُوحاً مِنْ أَمْرِنا) (١) وهذا أقرب إلى السياق ، حيث إن الكلام حول العقيدة ، والرسالة ، والقرآن ، وقد روي عن الإمام الصادق عليه‌السلام أنه سئل عن هذه الآية ، فقال : خلق أعظم من جبرئيل وميكائيل كان مع رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم وهو مع الأئمة عليهم‌السلام وهو من الملكوت (٢).

[٨٧] إن الإنسان لم يؤت إلا قليلا من العلم ، وإن القرآن الذي يرشد الإنسان إلى مناهج الحياة بعد إرشاده إلى العقيدة الصحيحة ، أنه من أمر الله سبحانه وفضله على البشر ، حدوثا وبقاء ، ولو شاء لمحاه من بين الناس حتى يرجعوا جهالا ، وهذا كما تقول لتلميذك : أنت لا تعرف شيئا ، وما تعرفه فإنه مني ، ولو شئت لأخذت كتب علمك ، حتى تبقى جاهلا ، كما كنت (وَلَئِنْ شِئْنا) وأردنا (لَنَذْهَبَنَّ بِالَّذِي أَوْحَيْنا إِلَيْكَ) من القرآن بأن نمحي صورته من ذهنك ، ونرفع نسخه من بين الناس (ثُمَ) لو فعلنا ذلك (لا تَجِدُ لَكَ بِهِ) أي بالذي أوحينا إليك (عَلَيْنا وَكِيلاً) فلا أحد يقدر على استرداده منا ، أي لا تجد موكلا بالقرآن لك ، على ضررنا ، وخلاف إرادتنا ، يستوفيه منا ليسلمه إليك.

[٨٨] (إِلَّا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ) إن الذي وهبك هذا القرآن ، وأبقاه عندك ، هو تفضل الله سبحانه عليك ـ والاستثناء منقطع ـ (إِنَّ فَضْلَهُ) تعالى

__________________

(١) الشورى : ٥٣.

(٢) الكافي : ج ١ ص ٢٧٣.