إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ (٩٦) وَلَوْ جاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ (٩٧) فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها إِلاَّ قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آمَنُوا كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا

____________________________________

أغلق قلبه وطبع عليه فلا يؤمن وإن رأى الحجج والآيات (إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَتُ رَبِّكَ) أي ثبتت (لا يُؤْمِنُونَ) بالله وما جاء به الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

[٩٨] (وَلَوْ جاءَتْهُمْ كُلُّ آيَةٍ) خارقة تدل على صدق الأنبياء في الدعوة إلى التوحيد وسائر الأمور الدينية (حَتَّى يَرَوُا الْعَذابَ الْأَلِيمَ) المؤلم الموجع ، فهناك يتيقّنون بأنهم كانوا على ضلالة لكن إيمانهم حينذاك لا ينفعهم.

[٩٩] إن سنة الله لا بد وأن تجري بالنسبة إلى المكذبين بإهلاكهم ، وقد تقرّر أنهم لا يؤمنون حتى يروا العذاب الأليم ، فهل هناك من خلاص من هذا العذاب والهلاك؟ هنا يذكر سبحانه أن الخلاص ممكن وهو أن يسلك المكذبون ـ حتى ولو شاهدوا العذاب ـ مسلك المؤمنين فيؤمنوا ويرجعوا عن غيّهم (فَلَوْ لا كانَتْ قَرْيَةٌ آمَنَتْ فَنَفَعَها إِيمانُها) أي لماذا لم يؤمن أهل القرى التي أهلكناها ، حين شاهدوا العذاب؟ وفي «لو لا» معنى التأنيب نحو : «هلّا امتنعت عن النساء وقد دعيت إلى التعفف عنهن» (إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ) استثناء متصل فإن قوم يونس خارجون عن هذا التأنيب (لَمَّا آمَنُوا) بعد مشاهدة العذاب (كَشَفْنا عَنْهُمْ عَذابَ الْخِزْيِ) أي رفعنا عنهم العذاب الموجب لخزيهم (فِي الْحَياةِ الدُّنْيا)