قالَ اللهُ هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ لَهُمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ ذلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ (١٢٠) لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ وَما فِيهِنَّ وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (١٢١)

____________________________________

لمالكه وتفويض الأمر إلى مدبره ، وهذا التعبير لا ينافي علم عيسى عليه‌السلام بأنهم معذبون ، فإنه كما يقول أحدنا لمالك الأمر : «إنه بيدك إن شئت فعلت وإن شئت تركت» حتى مع علمنا أنه يفعل أحدهما لا محالة. هذا بالإضافة إلى أن بعضهم ـ وهم القاصرون ـ قابلون للغفران.

[١٢٠] (قالَ اللهُ) بعد ذلك الحوار ، في مشهد القيامة (هذا يَوْمُ يَنْفَعُ الصَّادِقِينَ صِدْقُهُمْ) فلا الكاذب المغالي القائل «المسيح ابن الله» ، أو «هو الله» ، ينفعه كذبه ، ولا الكاذب المغالي القائل «بأن المسيح بشر غير نبي» ينفعه كذبه ، إنه يوم الصدق ، وينفع الصادق صدقه (لَهُمْ) أي للصادقين (جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا) أي تحت قصورها وأشجارها (الْأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها أَبَداً) مما لا نهاية له (رَضِيَ اللهُ عَنْهُمْ) بما عملوا في دار الدنيا (وَرَضُوا عَنْهُ) بما أعطاهم من الجزاء والثواب (ذلِكَ) المقام الذي حصلوه بما عملوا (الْفَوْزُ الْعَظِيمُ) الذي لا فوز بعده أعظم منه.

[١٢١] إن النصارى كذبوا في جعل الشريك لله ، ف (لِلَّهِ مُلْكُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ) لا شريك له فيهن ، ولا ملك غيره (وَما فِيهِنَ) مما يوجد فيهما من إنسان أو حيوان أو نبات أو جماد أو غيرها (وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) فلا يمتنع عليه شيء ، ومن هذه صفته لا يكون له شريك في الملك.