إِلاَّ تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسادٌ كَبِيرٌ (٧٣) وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا لَهُمْ مَغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ (٧٤) وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ وَهاجَرُوا

____________________________________

ضدكم وإن اختلفوا. وبهذا المعنى ورد : «الكفر كله ملة واحدة» (إِلَّا تَفْعَلُوهُ) أي إن لم تفعلوا ما أمرتم به من ولاية المؤمنين ، واعتبار الكفار كلهم ملّة واحدة ، بأن عاديتم المؤمنين أو واليتم الكافرين (تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسادٌ كَبِيرٌ) لأن في ذلك تعزيزا للكفر وإذلالا للإسلام ، وقد دلّ منطق التاريخ أن كل وقت اتخذ فيه المسلمون الكافرين أولياء ، ضعفت شوكتهم وذهبت ريحهم ، وبالعكس كل وقت اتخذوهم فيه أعداء ، واتخذوا سائر المسلمين أولياء ، قويت شوكتهم وهبت ريحهم.

[٧٥] (وَالَّذِينَ آمَنُوا وَهاجَرُوا) من مكة إلى المدينة (وَجاهَدُوا فِي سَبِيلِ اللهِ) لإعلاء كلمته وتطبيق حكمه (وَالَّذِينَ آوَوْا وَنَصَرُوا) من أهل المدينة الذين أعطوا المسلمين مأوى ونصروهم على أعدائهم (أُولئِكَ هُمُ الْمُؤْمِنُونَ حَقًّا) لقيامهم بجميع شرائط الإيمان (لَهُمْ مَغْفِرَةٌ) من الله لذنوبهم (وَرِزْقٌ كَرِيمٌ) أي مع الكرامة في الدنيا وفي الآخرة ، فإن المؤمنين إذا ما عملوا بشرائط الإيمان تمّت عليهم بركات من السماء والأرض.

[٧٦] (وَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْ بَعْدُ) في المستقبل ـ حتى لا يظن أن الأمر تمّ في زمن النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم ـ (وَهاجَرُوا) والهجرة باقية مهما كان الإنسان في دار