إِنْ أَنَا إِلاَّ نَذِيرٌ وَبَشِيرٌ لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ (١٨٨)

____________________________________

سبحانه : (مَنْ يُضْلِلِ اللهُ فَلا هادِيَ لَهُ) (١) ، والمجسمة بقوله : (يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ ساقٍ) (٢) ، والقدرية بقوله : (إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْناهُ بِقَدَرٍ) (٣) ، والقائلين بحجية التوراة والإنجيل بقوله : (إِنَّا أَنْزَلْنَا التَّوْراةَ فِيها هُدىً) (٤) ، (وَلْيَحْكُمْ أَهْلُ الْإِنْجِيلِ بِما أَنْزَلَ اللهُ فِيهِ) (٥) ، والقائلين بمعصية الأنبياء بقوله : (وَعَصى آدَمُ رَبَّهُ فَغَوى) (٦) ، والقائل بجهل الله سبحانه وتعالى بقوله : (قُلْ أَتُنَبِّئُونَ اللهَ بِما لا يَعْلَمُ فِي السَّماواتِ) (٧) ، والقائل بتعدد الآلهة بقوله : (لَوْ كانَ فِيهِما آلِهَةٌ إِلَّا اللهُ لَفَسَدَتا) (٨) ، حيث دلل على أن الآلهة مع الله لا توجب الفساد. وهكذا من أمثال هذه الاستدلالات التي إن دلت على شيء فإنما تدل على عدم اطلاع القائل بأساليب الكلام ، وعدم جمعه بين النص والظاهر ، والعام والخاص ، والمطلق والمقيد ، والحقيقة والمجاز ، ومعارض السياق.

(إِنْ أَنَا) أي ما أنا (إِلَّا نَذِيرٌ) أنذر الكافر والعاصي بالعقاب (وَبَشِيرٌ) أبشر المؤمن المطيع بالثواب (لِقَوْمٍ يُؤْمِنُونَ) اللام للعاقبة ، أي أن فائدة إنذاري وبشارتي إنما هي للمؤمن ، أما غيره فالرسول بشير نذير له ، لكنه حيث لا ينتفع بقوله ، فكأنه ليس مرسلا بالنسبة إليه.

وقد ورد في بعض التفاسير أن أهل مكة قالوا : يا محمد! ألا يخبرك ربك بالسعر الرخيص قبل أن يغلو فتشتريه فتربح فيه ،

__________________

(١) الأعراف : ١٨٧.

(٢) القلم : ٤٣.

(٣) القمر : ٥٠.

(٤) المائدة : ٤٥.

(٥) المائدة : ٤٨.

(٦) طه : ١٢٢.

(٧) يونس : ١٩.

(٨) الأنبياء : ٢٣.