اتَّخَذُوها هُزُواً وَلَعِباً ذلِكَ بِأَنَّهُمْ قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ (٥٨) قُلْ يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِاللهِ وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فاسِقُونَ (٥٩) قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ

____________________________________

(اتَّخَذُوها) أي اتخذوا الصلاة (هُزُواً وَلَعِباً) مهزلة وتلاعبا فيتضاحكون ويتغامزون بينهم ـ كما هي عادة منافقي اليوم أيضا ـ (ذلِكَ بِأَنَّهُمْ) أي ذلك الاستهزاء بالصلاة بسبب أن الكفار (قَوْمٌ لا يَعْقِلُونَ) منافع الصلاة وأنها موجبة للنجاة من النار.

[٦٠] وجاء قوم من اليهود يسألون الرسول صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم عمن يؤمن به من الرسل؟ فقال : أؤمن بالله وما أنزل إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق .. إلى أن ذكر عيسى عليه‌السلام فلما سمعوا ذلك منه جحدوا نبوته وقالوا : ما نعلم أهل دين أقل حظا في الدنيا والآخرة منكم ، ولا دينا شرّا من دينكم ، فنزلت (قُلْ) يا رسول الله لأهل الكتاب : (يا أَهْلَ الْكِتابِ هَلْ تَنْقِمُونَ مِنَّا) أي تسخطون علينا (إِلَّا أَنْ آمَنَّا بِاللهِ) إيمانا لا يشوبه كفر ـ كإيمانكم ـ (وَما أُنْزِلَ إِلَيْنا) يعني القرآن الحكيم (وَما أُنْزِلَ مِنْ قَبْلُ) على جميع الأنبياء (وَأَنَّ أَكْثَرَكُمْ فاسِقُونَ) فإن فسقكم ـ أي خروجكم ـ عن دين الله هو سبب نقمتكم علينا. وهذا كقولهم : «هل تنقم مني إلا أني عفيف وأنك فاجر» ، أو : «إلا أني كريم وأنت بخيل» ، فهو من باب الازدواج يحسن في الكلام لتعميم المقابلة ، فهو عطف على قوله : «أن آمنا».

[٦١] (قُلْ) يا رسول الله لهؤلاء المستهزئين : (هَلْ أُنَبِّئُكُمْ) أي أخبركم (بِشَرٍّ مِنْ ذلِكَ) أي إن كان إيمانا شرا عندكم فأنا أخبركم بشر من