إِنَّما ذلِكُمُ الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ فَلا تَخافُوهُمْ وَخافُونِ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ (١٧٥) وَلا يَحْزُنْكَ الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللهَ شَيْئاً

____________________________________

[١٧٦] (إِنَّما ذلِكُمُ) «كم» للخطاب ، و «ذا» إشارة إلى التخويف من الأعداء أي أن التخويف الذي صدر عن بعض الناس بالنسبة إلى المسلمين من عمل الشيطان فإنه (الشَّيْطانُ يُخَوِّفُ أَوْلِياءَهُ) فإن المؤمنين لا يخافون وإنما أولياء الشيطان يخافون لأنهم بانقطاع صلتهم من الله سبحانه يخافون من كل شيء كما قال سبحانه في وصف المنافقين : (يَحْسَبُونَ كُلَّ صَيْحَةٍ عَلَيْهِمْ) (١) ، (فَلا تَخافُوهُمْ) أي لا تخافوا الناس الذين جمعوا لكم ، أو لا تخافوا الشيطان وأولياءه (وَخافُونِ) والخوف من الله سبحانه بمعنى إطاعته وترك عصيانه فإن في ترك ذلك ، النار والعقاب (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) فإن الإيمان يوجب أن لا يخاف الإنسان إلا من الله سبحانه ، وليس المراد عدم الخوف مطلقا فإنه قهرا للإنسان وإنما المراد ترتيب الأثر على الخوف.

[١٧٧] (وَلا يَحْزُنْكَ) يا رسول الله (الَّذِينَ يُسارِعُونَ فِي الْكُفْرِ) أي يتسابقون في أعمالهم الكافرة كأنهم في سباق من كثرة نشاطهم (إِنَّهُمْ لَنْ يَضُرُّوا اللهَ) فإن دعوتك التي هي مرتبطة بالله سبحانه لا بد وأن تنجح وتتقدم وهذه المسارعات الكافرة لا تضرها ، فقد نسب موقف الدعوة إلى الله سبحانه ، إفادة لعلوها وقوة المدافع والمتولي لها (شَيْئاً) أصلا لا صغيرا ولا كبيرا ، بل إنهم يضرون بذلك أنفسهم فإن

__________________

(١) المنافقون : ٥.