على غير الذبائح والمائعات ، على أنّ في طعام أهل الكتاب ما فيه خمر ولحم خنـزير ، فلابدّ من إخراجه من هذا الظاهر. وقوله تعالى : (إِنَّمَا الْمُشْرِكُونَ نَجَسٌ)(١) يدلّ على أنّ كلّ طعام عالجه الكفّار فهو حرام ، ولفظ الطعام إذا اُطلق انصرف إلى الحنطة»(٢).

ملحوظة :

إنّنا في الوقت الذي انتقدنا فيه بعض المباني التفسيرية لبعض المفسّرين الأجّلاء كإيرادهم الروايات الضعيفة ، أو عدم البحث عن الأسانيد ، أو إقحام المباني الإشراقية في تقريب المعاني ، إلاّ أنّنا نكنّ أشد الإحترام والتجليل لعلمائنا الأعلام الذين بذلوا مهجهم من أجل الاقتراب من معاني الكتاب المجيد وإيصال مفاهيمه العظيمة إلى الأجيال اللاحقة ، ولذا نرجو أن يُفهم النقد الموضوعي بروح علمية تصبّ في مصلحة العلم والدين بالدرجة الأولى ، والله تعالى وحده الموفّق للصواب وحسن الخطاب.

اللهمّ تغمّد أرواح علمائنا الأعلام برحمتك الواسعة ، واحشرهم واحشرنا مع نبيّك محمّد (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته الطاهرين عليهم‌السلام ، والحمد لله ربّ العالمين.

__________________

(١) سورة التوبة ٩ : ٢٨.

(٢) متشابه القرآن ٢ / ٢٠٨.