للمرائي (٧) ثلاثُ علامات ، يَنْشَطُ إذا كان عندَ الناس (٨) ، ويكْسَلُ إذا كانَ وحدَه ، ويُحبُّ أن يُحمَد في جميعِ الاُمور.
وللمنافِق (٩) ثلاثُ علامات ، إنْ حَدَّثَ كَذِب ، وإنْ ائتُمِنَ خان ، وإنْ وعَدَ أخلَف.
وللكسلانِ ثلاثُ علامات ، يَتواني حتّى يُفرِّط (١٠) ، ويفرِّطُ حتّى يُضيِّع ، ويُضيِّع حتّى يأثم. وليس ينبغي للعاقلِ أن يكونَ شاخصاً (١١) إلاّ في ثلاث ، مَرِمّةٌ لمعاش (١٢) ، وخُطْوَةٌ لمعاد ، أو لذّةٌ في غيرِ مُحَرَّم.
______________________________________________________
(٧) المرائي أي المتلبّس بالرياء والمتظاهر بخلاف ما هو عليه في الواقع.
(٨) النشاط بفتح النون هي الخفّة والإسراع. يقال نشط في عمله إذا طابت نفسه به وأسرع فيه ، مقابل الكسل الذي هو التثاقل في العمل والفتور فيه.
والرياء يدعو إلى سرعة العمل والنشاط فيه عند الناس للإراءة إليهم ، مع الكسل عند الإنفراد.
(٩) تقدّم أنّ المنافق يُطلق على معان متعدّدة لعلّ المراد منها هنا هو إظهار الإيمان مع كونه في الباطن غير عامل بمقتضاه ، وغير متّصف بالصفات التي ينبغي أن يكون عليها المؤمن.
(١٠) التواني هو الفتور والتقصير ، يُقال توانى الرجل في حاجته أي فتر وقصّر ولم يهتمّ بها ، والتفريط هو التقصير والتضييع والنقيصة ، كما أنّ الإفراط هو تجاوز الحدّ من جانب الزيادة.
(١١) الشخوص هو الذهاب والسير ، أي لا ينبغي أن يكون سيره إلاّ في هذه الثلاثة.
(١٢) المرمّة مصدر رمّ الشيء يرمّه بمعنى الإصلاح ، أي إصلاح اُمور المعاش.