• الفهرس
  • عدد النتائج:

جميع الاوصاف ، كما لا ينافى حمل موجودة ، أو معدومة عليها بالحمل الشائع ، كذلك لا ينافى عروض وصف المطلوبية لها ، فلا منافاة بين كون الصلاة في حد ذاتها لا مطلوبة ولا غير مطلوبة ، وبلحاظ تعلق الطلب بها مطلوبة.

وحق القول في الجواب عن ذلك وعن اصل الايراد ان متعلق الغرض وما فيه المصلحة بما انه هو الوجود ، لا الطبيعة من حيث هي ، فليست هي متعلقة الامر والشوق ، وحيث ان الامر والشوق لا يتعلقان ، بما هو الموجود من جميع الجهات كمالا يخفى فلا يتعلقان به ، فلا محالة يتعلقان بالطبيعة الملحوظة بما انها خارجية بمعنى انها تلاحظ فانية في الخارج ومرآةً وآلة له ، بحيث لا يلتفت إلى مغايرتها للخارج ، ولا يرى في هذا اللحاظ سوى الموجود الخارجي الذي هو منشأ انتزاعها.

وان شئت قلت ان الشوق كالعلم لا يتشخص الا بمتعلقه ، ولكن طبيعة الشوق من الطبائع التي لا تتعلق الا بما له جهة فقدان وجهة وجدان ، إذ لو كان موجودا من كل جهة كان طلبه تحصيلا للحاصل ، ولو كان مفقودا من كل جهة لم يكن طرف يتقوم به ، فلو كان متعلقه موجودا من حيث حضوره للنفس ، ومفقودا من حيث الوجود الخارجي ، يرتفع جميع المحاذير ، فإن العقل لقوته يلاحظ الموجود الخارجي فيشتاق إليه ، فالموجود بالفرض والتقدير ، مقوم للشوق ، لا بما هو هو ، بل بما هو آلة لملاحظة الموجود الخارجي ، والشوق يوجب خروجه من حد الفرض إلى الفعلية والتحقق ، وهذا هو المراد من تعلق الشوق ، والامر ، بوجود الطبيعة ، فلا يرد عليه شيء مما ذكر.

وحيث ان النزاع على الوجهين الاولين ، لا يترتب عليه ثمرة فالصفح عنه