• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • الفهرس الاجمالي للكتاب : مقدمة ومقاصد وخاتمة
  • مقدمة علم الأصول : في ستة عشر أمرا

  • فليست تلك الحقيقة هو البدن ولا شيئا من أجزائه ، ولا خاصة من خواصه.

    وأنكر الماديون وجود هذه الحقيقة ، وقالوا : ان الإنية التي نشاهد ليست إلا سلسلة الاعصاب التي تؤدي الادراكات إلى العضو المركزي ، وهو الجزء الدماغي على التوالى وفي نهاية السرعة ، غاية الامر على صفة الوحدة.

    ففى ذلك الجزء الدماغي مجموعة متحدة ذات وضع واحد لا يتميز أجزاؤها ولا يدرك بطلان بعضها وقيام الآخر مقامه ، وهذا الواحد المتحصل هو نفسنا التي نشاهدها ونحكي عنها ب" أنا" ، فالذي نرى أنه ثابت فهو في الحقيقة مشتبه على المشاهدة من جهة توالي الواردات الادراكية وسرعة ورودها.

    وذكر بعضهم في تنظيره بقوله : كالحوض الذي يرد عليه الماء من جانب ويخرج من جانب بما يساويه وهو مملوء دائما ، فما فيه من الماء يجده الحس واحدا ثابتا وهو بحسب الواقع لا واحد ولا ثابت ، وكذا يجد صورة الإنسان أو الشجر أو غيرهما فيه واحدا ثابتا وليس بواحد ثابت بل هو كثير متغير تدريجا بالجريان التدريجي الذي لأجزاء الماء فيه.

    وعلى هذا النحو وجود الثبات والوحدة والشخصية التي نرى في النفس ، والذى نرى أنه غير جميع أجزائنا صحيح لكنه لا يثبت أنه غير البدن وغير خواصه ، بل هو مجموعة متحدة من جهة التوالى والتوارد لا تغفل عنه ، فان لازم الغفلة وقوف الاعصاب عن أفعالها ، وهو الموت.

    وأيضا قالوا : ان كل خاصة من الخواص البدنية وجدنا علتها المادية ولم نجد