• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • الفصل الأول

  • الفصل الثاني

  • الفصل الثالث

  • الفصل الرابع

  • الفصل الخامس

  • الفصل السادس

  • (1)
  • (2)
  • (3)
  • (4)
  • خاتمة المطاف

  • فهل يصحّ للرسول أن يمنع عن تدوينه وكتابته أو مدارسته ومذاكرته؟!

    وإذا كان الرسول منع دراسة الحديث ونقله ونشره وتدوينه ، فما معنى قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم في خطبته في منى عام حجّة الوداع : « نضر اللّه امرأً سمع مقالتي فوعاها وحفظها وبلّغها ، فربّ حامل فقه إلى من هو أفقه منه » (١) ؟! وما معنى قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « نضّر اللّه امرأً سمع منا شيئاً فبلغه كما يسمع ، فرب مبلّغ أوعى من سامع » (٢) ؟! أو قوله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « اللّهمّ ارحم خلفائي ، اللّهم ارحم خلفائي ، اللّهمّ ارحم خلفائي » قيل : يا رسول اللّه ومن خلفاؤك؟ قال : « الذين يأتون من بعدي يروون حديثي وسنّتي » (٣) ؟! كيف تصحّ نسبة المنع إلى الرسول الأعظم ، مع أنّ المستفيض منه خلافه؟! وإليك بعض ما ورد عنه صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم.

    أمر الرسول بكتابة حديثه

    ١ ـ روى البخاري عن أبي هريرة أنّ خزاعة قتلوا رجلاً من بني ليث عام فتح مكة بقتيل منهم قتلوه ، فأُخبر بذلك النبي ( صلى الله عليه وسلم ) ، فركب راحلته فخطب ، فقال : « إنّ اللّه حبس عن مكة القتل أو الفيل ( شكّ أبو عبد اللّه ) وسلّط عليهم رسول اللّه ( صلى الله عليه وسلم ) والمؤمنين. ألا وإنّها لم تحل لأحد قبلي ولم تحل لأحد بعدي ـ إلى أن قال ـ : فجاء رجل من أهل اليمن فقال : اكتب لي يا رسول اللّه؟ فقال : « اكتبوا لأبي فلان ـ إلى أن قال ـ : كتب له هذه الخطبة ». (٤)

    ٢ ـ وروي أنّ رجلاً من الأنصار كان يجلس إلى النبي ( صلى الله عليه وسلم ) فيسمع من النبي الحديث فيعجبه ولا يحفظه ، فشكا ذلك إلى النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله فقال : يا رسول اللّه إنّي أسمع منك الحديث

    ____________

    ١ ـ سنن الترمذي : ج ٥ص٣٤ ح ٢٦٥٧ ، ٢٦٥٨.

    ٢ ـ سنن الترمذي : ج ٥ص ٣٤ ح٢٦٥٨.

    ٣ ـ كنزالعمال : ج١٠ص٢٢١ ، رقم الحديث ٢٩١٦٧ وبحارالأنوار : ج٢ص ١٤٥ ح ٧.

    ٤ ـ صحيح البخاري : باب كتابة العلم ، الحديث ٢ص ٢٩ ـ ٣٠.