• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • 1 / أهميّة الأبحاث الأخلاقيّة

  • 2 / دور الأخلاق في الحياة والحضارة الإنسانيّة

  • 3 / الأخلاق من وجهة نظر الفلاسفة العقليّين

  • 4 / دعائم الأخلاق

  • 5 / الأخلاق والحريّة

  • 6 / اصول المسائل الأخلاقيّة في القرآن الكريم‌

  • 7 / إرتباط المسائل الأخلاقيّة مع بعضها

  • 8 / من أين نبدأ؟

  • 9 / تنوع الطّرق لأرباب السّير والسّلوك‌

  • 10 / هل يلزم وجود المُرشد في كلّ مرحلةٍ؟

  • 11 / العناصر اللّازمة لتربية الفضائل الأخلاقيّة

  • 12 / الخُطى العمليّة في طريق التّهذيب الأخلاقي‌

  • 13 / القُدوات في خطّ الإستقامة

  • 14 / الوجه الآخر للولاية ، ودوره في تهذيب النّفوس‌

  • «إنّ القُلُوبَ لَتَرِينُ كَما يَرِينُ السّيفُ ، وَجَلاؤها الحَدِيثُ» (١).

    ٣ ـ الأخلاق الفرديّة والإجتماعيّة

    المسألة الاخرى الّتي يتوجب ذكرها هُنا هي : هل أنّ المسائل الأخلاقيّة تتشكل من خلال علاقة النّاس بالآخرين ، بحيث أنّ الإنسان إذا ما عاش وحيداً فريداً لا يكون لديه مفهوم حول الأخلاق ، أو أنّ بعض المفاهيم الأخلاقيّة لها موارد في سلوك الإنسان حتى لو عاش لِوَحده ، بالرّغم من أنّ أعظم المسائل الأخلاقيّة ، تتجلى أكثر في عمليّة علاقة الأشخاص مع بعضهم البعض ، ولهذا يمكن تقسيم الأخلاق إلى قسمين : فرديّة وإجتماعيّة؟.

    للجواب عن هذا السّؤال ، يجب أن نلفت أنظاركم ، إلى البحث الذي جاء في كتاب «زندگى در پرتو أخلاق» ، «الحياة على ضوء الاخلاق» وسنورده بالكامل هنا :

    (يعتقد البعض أنّ كلّ الاسس الأخلاقية ، تعود إلى العلاقات الإجتماعية مع الآخرين ، فلو إنعدم المجتمع وعاش الإنسان وحيداً فريداً ، أو أنّ كلّ إنسان عاش مستقلاًّ عن الآخر ، لا يعرف عنه شيء ، فلن يكون هناك مفهوم للأخلاق أصلاً! ، لأنّ الحسد والتّواضع والكِبَر ، وحُسن الظّن ، والعدالة والجَور والعفّة والكَرم ، كلّها من المسائل الّتي لا يتجلى مفهومها إلّا بوجود المجتمع خاصّة ، وتعامل النّاس مع بعضهم البعض ، وبناءً على هذا ، فإنّ الإنسان بدون المجتمع ، يساوي الإنسان من دون أخلاق).

    (ولكن بعقيدتنا ، وعلى الرّغم من الإعتراف ، بأنّ كثيراً من الفضائل والرّذائل الأخلاقيّة ، لها علاقة مباشرة بالحياة الإجتماعية ، ولكنّها ليست بصورةٍ مطلقةٍ ، فكثيرٌ من الأخلاق لها جوانب فردية ، وتصدق على الإنسان الوحيد بصورةٍ خاصةٍ ، فمثلاً الصّبر والجزع ، والشّجاعة والخوف ، والمشاجرة والكسل ، وأمثال ذلك من الحالات والصّفات النّفسية التي تفرضها حالات الصّراع مع الطّبيعة ، وكذلك الغفلة والشّعور اتّجاه الخالق الكريم ، والشّكر والكفران لنعمه التي لا تُحصى ، وما شابه تلك الامور ، الّتي بحثها علماء الأخلاق في كتبهم ، وعدّوها

    __________________

    ١ ـ تفسير نور الثقلين ، ج ٥ ، ص ٥٣١ ، ح ٢٣.