• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • 1 / أهميّة الأبحاث الأخلاقيّة

  • 2 / دور الأخلاق في الحياة والحضارة الإنسانيّة

  • 3 / الأخلاق من وجهة نظر الفلاسفة العقليّين

  • 4 / دعائم الأخلاق

  • 5 / الأخلاق والحريّة

  • 6 / اصول المسائل الأخلاقيّة في القرآن الكريم‌

  • 7 / إرتباط المسائل الأخلاقيّة مع بعضها

  • 8 / من أين نبدأ؟

  • 9 / تنوع الطّرق لأرباب السّير والسّلوك‌

  • 10 / هل يلزم وجود المُرشد في كلّ مرحلةٍ؟

  • 11 / العناصر اللّازمة لتربية الفضائل الأخلاقيّة

  • 12 / الخُطى العمليّة في طريق التّهذيب الأخلاقي‌

  • 13 / القُدوات في خطّ الإستقامة

  • 14 / الوجه الآخر للولاية ، ودوره في تهذيب النّفوس‌

  • ١ ـ من جملة الامور الّتي توصل إليها علماء النّفس ، هو وجود روح الُمحاكاة في الإنسان ، يعني أنّ الأفراد ينطلقون في حركة الحياة ، من موقع الشّعور أو اللّأشعور ، بمُحاكاة أصدقائهم وأقاربهم ، فالأشخاص الّذين يعيشون حالة الفرح والسرور ، ينشدون الفرحة والحُبور من حواليهم ، والعكس صحيح.

    فالأفراد المُتشائمين ، الذين يعيشون اليأس وسوء الظن ، يؤثرون على أصحابهم ، ويجعلونهم يعيشون حالة سوءِ الظّن ، وهذا الأمر يبين لنا السّبب في تأثير الأصدقاء بعضهم بالبعض الآخر بسرعةٍ.

    ٢ ـ مَشاهدة القبائح وتكرارها ، يُقلّل من قبحها في نظر المشاهد ، وبالتدريج تصبح أمراً عاديّاً ، ونحن نعلم أنّ إحدى العوامل المؤثّرة في ترك الذنوب والقبائح ، هو الإحساس بقبحها في الواقع النّفسي للإنسان.

    ٣ ـ تأثير التّلقين في الإنسان غير قابل للإنكار ، وأصدقاء السّوء يؤثرون دائماً على رفقائهم في دائرة الفكر والسّلوك من خلال عمليّة التلقين والايحاء ، فيقلبون عناصر الشرّ في إعتقادهم إلى عناصر الخير ، ويغيّرون حسّ التّشخيص لديهم لعناصر الخير والشرّ في منظومة القيم ، فتختلط عليهم الامور ، في خطّ المستقبل وكيفيّة التعامل مع الغير.

    ٤ ـ المُعاشرة لرفاق السّوء ، يشدّد سوء الظن في الإنسان مع الجميع ، وتفضي به هذه الحالة النّفسية السلبيّة إلى السّقوط في وادي الذّنوب والفساد الأخلاقي ، فنقرأ في حديث عن أمير المؤمنين عليه‌السلام : «مُجالَسَةُ الأَشرارِ تُورِثُ سُوءَ الظَّنِّ بالأَخيارِ» (١).

    وجاء في حديث آخر عن الرسول الأكرم صلى‌الله‌عليه‌وآله ، أنّ معاشرة رفاق السّوء تميت القلب ، فقال :

    «أَربَعٌ يُمِتنَ القَلبَ ... وَمُجالَسَةُ المَوتى ؛ فَقِيلَ لَهُ يا رَسُولَ اللهِ وَمَا المَوتى؟ ، قَالَ صلى‌الله‌عليه‌وآله : كُلُّ غَنِيٍّ مُسْرِفٍ» (٢).

    وهذا الموضوع ، يعني سريان الحُسن والقُبح الأخلاقي بين الأصدقاء ، في أجواء المُعاشرة إلى درجةٍ من الوضوح ، ممّا حدى بالشّعراء إلى نظم الشعر في هذا المضمار ، من قبيل قولهم :

    __________________

    ١ ـ صفات الشيعة ، الصدوق نقلاً عن بحارالأنوار ، ج ٧١ ، ص ١٩٧.

    ٢ ـ الخصال ، (طبقاً لنقل بحار الأنوار ، ج ٧١ ، ص ١٩٥).