• الفهرس
  • عدد النتائج:

والرواسي : الجبال مأخوذ من الرسو ، وهو ثبات الأجسام الثقيلة ، يقال : رسا الشيء يرسو رسوا ورسوّا ، إذا ثبت واستقر ، وأرسيت الوتد في الأرض إذا أثبته فيها.

ولفظ رواسى : صفة لموصوف محذوف. وهو من الصفات التي تغنى عن ذكر موصوفها.

والأنهار : جمع نهر ، وهو مجرى الماء الفائض ، ويطلق على الماء السائل على الأرض.

والمراد بالثمرات : ما يشملها هي وأشجارها ، وإنما ذكرت الثمرات وحدها ، لأنها هي موضع المنة والعبرة.

والمراد بالزوجين : الذكر والأنثى ، وقيل المراد بهما الصنفان في اللون أو في الطعم أو في القدر وما أشبه ذلك.

والمعنى : وهو ـ سبحانه ـ الذي بسط الأرض طولا وعرضا إلى المدى الذي لا يدركه البصر ، ليتيسر الاستقرار عليها.

ولا تنافى بين مدها وبسطها. وبين كونها كروية ، لأن مدها وبسطها على حسب رؤية العين ، وكرويتها حسب الحقيقة.

وجعل في هذه الأرض جبالا ثوابت راسخات ، لتمسكها من الاضطراب ، وجعل فيها ـ أيضا ـ أنهارا ، لينتفع الناس والحيوان وغيرهما بمياه هذه الأنهار.

وجعل فيها كذلك من كل نوع من أنواع الثمرات ذكرا وأنثى.

قال صاحب الكشاف : «أى خلق فيها من جميع أنواع الثمرات زوجين زوجين حين مدها ، ثم تكاثرت بعد ذلك وتنوعت.

وقيل : أراد بالزوجين : الأسود والأبيض ، والحلو والحامض ، والصغير والكبير ، وما أشبه ذلك من الأوصاف المختلفة» (١).

وقال صاحب الظلال : «وهذه الجملة تتضمن حقيقة لم تعرف للبشر من طريق علمهم وبحثهم إلا قريبا ، وهي أن كل الأحياء وأولها النبات تتألف من ذكر وأنثى ، حتى النباتات التي كان مظنونا أنه ليس لها من جنسها ذكور ، تبين أنها تحمل في ذاتها الزوج الآخر ، فتضم أعضاء التذكير وأعضاء التأنيث مجتمعة في زهرة ، أو متفرقة في العود ...» (٢).

__________________

(١) تفسير الكشاف ج ٢ ص ٣٤٩. طبعة دار المعرفة ـ ببيروت.

(٢) تفسير في ظلال القرآن ج ٤ ص ٢٠٤٦ طبعة دار الشروق.