• الفهرس
  • عدد النتائج:

تواجدها في الامتثال التفصيلي بأشدّ وأبرز من تواجدها في الامتثال الإجمالي ، كما يشهد عليه الوجدان.

وأمّا ما ذكره في أجود التقريرات كبرهان لتلك الدعوى فيرد عليه :

أولا : إنّ كلا الامتثالين ، التفصيلي والإجمالي ليسا منبعثين عن شخص الأمر ، لأنّ شخص الأمر بوجوده الواقعي التشريعي النّفس الأمري لا يكون محركا ، وإنّما يكون محركا بوصوله للمكلّف ، ولهذا لو بقي الأمر في لوح التشريع ، والمكلّف غافل عنه ، لما حركه بوجه من الوجوه ، وإنّما يكون محركا بوصوله ، وهذا الوصول على نحوين ، وصول احتمالي ، ووصول تفصيلي ، فالامتثال الإجمالي انبعاث عن احتمال الأمر ، والامتثال التفصيلي انبعاث عن العلم بالأمر ، وكلاهما انبعاث عن حالة وجدانية متعلّقة بالأمر ، لا أنّ أحدهما انبعاث عن شخص الأمر ، والآخر انبعاث عن احتمال الأمر ليتمّ ما ذكره ، ومعه تكون صورة البرهان غير تامة ، لأنّ الأمر ليس منشئا للانبعاث ، وإنّما يكون منشئا بتوسط أحد الأمرين ، وكلاهما بمرتبة واحدة ، إذن فلا موجب لتقدّم أحد الانبعاثين على الآخر فضلا عن عدم كون التقدّم بالتفصيلية والتأخر بالاحتمالية ، بمعنى أنّ الاحتمال والتفصيل ليس مرجحا لأحدهما على الآخر ، بل هو تقدّم وتأخر رتبي في عالم التكوين ، هذا مضافا إلى إنّ كون احتمال الأمر في طول الأمر لا يلزم منه كون الانبعاث عن احتمال الأمر في طول الانبعاث عن شخص الأمر ، وهذا إشكال ثاني.

ويرد عليه وثانيا : أنّه لو سلّمنا انّ الامتثال الإجمالي انبعاث عن احتمال الأمر ، والامتثال التفصيلي انبعاث عن شخص الأمر ، لكن لم يعرف السبب بعد ، وكيف صار هذا الانبعاث من مصدريه موجبا لتقديم الامتثال التفصيلي على الامتثال الإجمالي ، لأنّ المطلوب في باب