• الفهرس
  • عدد النتائج:

والجهة الرابعة أسباب من الشيطان ووسوسة يفعلها للإنسان ويذكره بها أمورا تحزنه وأسبابا تغمه وتطمعه فيها لا يناله أو يدعوه إلى ارتكاب محظور يكون فيه عطبه أو تخيل شبهة في دينه يكون فيها هلاكه وذلك مختص بمن عدم التوفيق لعصيانه وكثرة تفريطه في طاعات الله سبحانه.

ولن ينجو من باطل المنامات وأحلامها إلا الأنبياء والأئمة عليهم السلام ومن رسخ في العلم من الصالحين.

وقد كان شيخي رضي الله عنه (١) قال لي إن كل من كثر علمه واتسع فهمه قلت مناماته فإن رأى مع ذلك مناما وكان جسمه من العوارض سليما فلا يكون منامه إلا حقا يريد بسلامة الجسم عدم الأمراض المهيجة وغلبة بعضها على ما تقدم به البيان.

والسكران أيضا لا يصح له منام وكذلك الممتلئ من الطعام لأنه كالسكران ولذلك قيل إن المنامات قلما تصح في ليالي شهر رمضان.

فأما منامات الأنبياء صلى الله عليه وسلم فلا تكون إلا صادقة وهي وحي في الحقيقة.

ومنامات الأئمة عليهم السلام جارية مجرى الوحي وإن لم تسم وحيا ولا تكون قط إلا حقا وصدقا وإذا صح منام المؤمن لأنه من قبل الله تعالى كما ذكرناه.

وقد جاء في الحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال :

رؤيا المؤمن جزء من سبعة وسبعين جزءا من النبوة.

وروي عن علي عليهم السلام قال :

رؤيا المؤمن تجري مجرى كلام تكلم به الرب عنده.

فأما وسوسة شياطين الجن فقد ورد السمع بذكرها قال الله تعالى :

(مِنْ شَرِّ الْوَسْواسِ الْخَنَّاسِ الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ) الناس : ٤ ـ ٦.

__________________

(١) يريد به على الظاهر الشيخ المفيد رحمه اللّه.