• الفهرس
  • عدد النتائج:

وبعد فقد قال الله تعالى :

(وَلا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتاً بَلْ أَحْياءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ) عمران : ١٦٩.

فإذا كان المؤمنون الذين قتلوا في سبيل الله تعالى بهذا الوصف فكيف ينكر أن الأنبياء بعد موتهم أحياء منعمون في السماء.

وقد اتصلت الأخبار من طريق الخاص والعام بتصحيح هذا وأجمع الرواة على أن النبي صلى الله عليه وسلم لما خوطب بفرض الصلاة ليلة المعراج وهو في السماء قال له موسى عليهم السلام إن أمتك لا تطيق وإنه راجع (١) الله تعالى دفعة بعد أخرى (٢).

وما حصل عليه الاتفاق فلم يبق فيه كذب.

وأما الجواب عن السؤال الثاني فهو أن يكون الأنبياء قد أعلموا بأنه سيبعث نبيا يكون خاتمهم وناسخا بشرعه لشرائعهم واعلموا أنه أجلهم وأفضلهم وأنه سيكون له أوصياء من بعده حفظة لشرعه وحملة لدينه وحجج على أمته فوجب على الأنبياء عليهم السلام التصديق بما أخبروا به والإقرار بجميعه.

أخبرني الشريف يحيى بن أحمد بن إبراهيم بن طباطبا الحسيني قال حدثني أبو القاسم عبد الواحد بن عبد الله بن يونس الموصلي عن أبي علي بن همام عن عبد الله بن جعفر الحميري عن عبد الله بن محمد عن محمد بن أحمد عن يونس بن يعقوب عن عبد الأعلى بن أعين قال سمعت أبا عبد الله الصادق عليهم السلام يقول :

ما تنبأ نبي قط إلا بمعرفة حقنا وتفضيلنا على من سوانا.

وإن الأمة مجمعة على أن الأنبياء قد بشروا بنبينا ونبهوا على أمره ولا

__________________

(١) في النسخة : راجع إلى اللّه.

(٢) خبر المعراج وقول موسى (عليهم السلام) له (صلى الله عليه وسلم) إن أمتك لا تطيق ومراجعته ، تجده في صحيح مسلم في كتاب الإيمان ، وصحيح النسائي ، انظر : فضائل الخمسة ج(١) صلى الله عليه وسلم ١٠٦ ـ ١٠٨.