وهيأنا لهم قرناء فى الدنيا (فَزَيَّنُوا لَهُمْ) يقول فحسنوا لهم كقوله : «... كَذلِكَ زُيِّنَ (١) ...» يقول حسن (ما بَيْنَ أَيْدِيهِمْ) يعنى من أمر الآخرة وزينوا لهم التكذيب بالبعث والحساب والثواب والعقاب أن ذلك ليس بكائن (وَ) زينوا لهم (ما خَلْفَهُمْ) من الدنيا فحسنوه فى أعينهم ، وحببوها إليهم حتى لا يعملوا خيرا (وَحَقَّ عَلَيْهِمُ الْقَوْلُ) يعنى وجب عليهم العذاب (فِي أُمَمٍ) يعنى مع أمم (قَدْ خَلَتْ مِنْ قَبْلِهِمْ) يعنى من قبل كفار مكة (مِنْ) كفار (الْجِنِّ وَالْإِنْسِ) من الأمم الخالية (إِنَّهُمْ كانُوا خاسِرِينَ) ـ ٢٥ ـ (وَقالَ الَّذِينَ كَفَرُوا) يعنى الكفار (٢) (لا تَسْمَعُوا لِهذَا الْقُرْآنِ) ...... إلى ثلاث آيات ، هذا قول أبى جهل وأبى سفيان لكفار قريش قالوا لهم إذا سمعتم القرآن من محمد ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ وأصحابه فارفعوا أصواتكم بالأشعار والكلام فى وجوههم ، حتى تلبسوا عليهم قولهم فيسكتون ، فذلك قوله : (وَالْغَوْا فِيهِ) بالأشعار والكلام (لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ) ـ ٢٦ ـ يعنى لكي تغلبونهم فيسكتون ، فأخبر الله ـ تعالى ـ بمستقرهم فى الآخرة ، فقال : (فَلَنُذِيقَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا عَذاباً شَدِيداً) يعنى أبا جهل وأصحابه (وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَسْوَأَ الَّذِي كانُوا يَعْمَلُونَ) ـ ٢٧ ـ من الشرك (ذلِكَ) العذاب (جَزاءُ أَعْداءِ اللهِ النَّارُ) يعنى أبا جهل وأصحابه (لَهُمْ فِيها دارُ الْخُلْدِ) لا يموتون (جَزاءً بِما كانُوا بِآياتِنا) يعنى بآيات القرآن (يَجْحَدُونَ) ـ ٢٨ ـ أنه ليس من الله ـ تعالى ـ وقد عرفوا أن محمدا ـ صلى‌الله‌عليه‌وسلم ـ

__________________

(١) سورة يونس : ١٢ ، وتمامها (وَإِذا مَسَّ الْإِنْسانَ الضُّرُّ دَعانا لِجَنْبِهِ أَوْ قاعِداً أَوْ قائِماً فَلَمَّا كَشَفْنا عَنْهُ ضُرَّهُ مَرَّ كَأَنْ لَمْ يَدْعُنا إِلى ضُرٍّ مَسَّهُ كَذلِكَ زُيِّنَ لِلْمُسْرِفِينَ ما كانُوا يَعْمَلُونَ).

(٢) كذا فى أ ، ف.