• الفهرس
  • عدد النتائج:
  • بحوث تمهيديّة
  • الفصل الأول / الادلة الشرعية ، وهي في ثلاثة اقسام
  • الفصل الثاني / بيان اقوال الفقهاء المتأخرين ومتأخري المتأخرين
  • الفصل الثالث / الشهادة الثالثة الشعار والعبادة
  • 📷

    ولم يزل الأذان بحلب يزاد فيه : « حي على خير العمل ومحمّد وعلي خير البشر » إلى أيّام نور الدين محمود ، فلمّا فتح المدرسة الكبيرة المعروفة بالجلاوية استدعى أبا الحسن علي بن الحسن بن محمّد البلخي الحنفي إليها ، فجاء ومعه جماعة من الفقهاء ، وألقى بها الدروس . . . (١) إلى آخر الخبر .

    وجاء في زبدة الحلب في تاريخ حلب ، لابن أبي جرادة الشهير بابن العديم المتوفى سنة ٦٦٠ هـ : واستقرّ أمر سعد الدولة بحلب وجدّد الحلبيون عمارة المسجد الجامع بحلب ، وزادوا في عمارة الأسوار في سنة سبع وستين [ وثلاثمائة ] ، وغيّر سعد الأذان بحلب ، وزاد فيه : « حي على خير العمل محمّد وعلي خير البشر » ، وقيل : إنّه فعل ذلك في سنة تسع وستين وثلاثمائة ، وقيل : ثمان وخمسين (٢) .

    * وقال التنوخي المتوفَّى ٣٨٤ هـ : أخبرني أبو الفرج الاصفهاني ( المتوفَّى ٣٥٦ هـ ) ، قال : سمعت رجلاً من القطيعة [ أو القطعية ] (٣) يؤذن : الله أكبر ، الله أكبر ، أشهد أن لا إله إلّا الله ، أشهد أنّ محمّداً رسول الله ، أشهد أنّ عليّاً ولي الله ، محمّد وعلي خير البشر فمن أبى فقد كفر ، ومن رضي فقد شكر ، حيّ على الصلاة ، حيّ على الفلاح ، حيّ على خير العمل ، الله أكبر ، الله أكبر ، لا إله إلّا الله (٤) . . . .

    كل هذه النصوص تؤكد تخالف المنهجين في كثير من المفردات الفقهية وأن الأمر لم يختص بالشهاة الثالثة ومحبوبيتها ، والحيعلة الثالثة وشرعيتها ، فالأمر أكبر من ذلك .

    __________________

    (١) المواعظ والاعتبار ٢ : ٢٧١ ـ ٢٧٢ .

    (٢) زبدة الحلب في تاريخ حلب ١ : ١٥٩ ـ ١٦٠ تحقيق سامي الدهان ، ط المعهد الفرنسي .

    (٣) القطعية هم الشيعة الإمامية الاثني عشرية ، الذين قطعوا بإمامة الإمام الرضا ثم الأئمّة من بعده قبالاً للواقفة الذين وقفوا عند الكاظم عليه‌السلام ، وهذا ما رجحناه من نص التنوخي ، ويمكن أن تقرا القطيعة ، وهي الأرض المعهودة في بغداد التي يسكنها الإمامية الاثني عشرية ، راجع كتابنا : حي على خير العمل : ٣٦٠ .

    (٤) نشوار المحاضرة ، للتنوخي ٢ : ١٣٢ .