• الفهرس
  • عدد النتائج:

ومصطنع الرجال بما توالت

عليهم راحتاه من العطاء

إذا دهمته نازلة فدوه

فسابقهم إلى شرف الفداء

كذا الانسان مهما شاء يعلو

وإلا فهو من إبل وشاء

ألا قتل الانسان ..

تباعدت عن ريحان ريفك والعصف

وأعرضت يا لمياء عن نفحة العرف

توسطتِ أزهار الربيع جديبة

وكيف يكون الجدب في الكلأ الوحف

خيال الكرى ما مرّ منك بمقلة

فرحت من الأشجان مطروفة الطرف

سهرت وغلمان الحدائق نوّمٌ

أهم حرس الأزهار أم فتية الكهف

وجاورت هاتيك القصور شواهقاً

بدار بلا بهو وبيت بلا سقف

طوى السائح المقتص صفحة ذكرها

وأصبح مكسوراً لها قلم الصحفي

ومرّ عليها الشاعر الفحل مطرقاً

كأن لم يكن في شعره بارع الوصف

أجارة هذا القصر نوحك مزعجٌ

لآنسةٍ فيه أكبّت على العزف

أدرتِ الرحى في الليل يقلق صوتها

وجارتك الحسناء تنقر بالدفّ

تطوف عليها بالكؤوس نواصعاً

كواعب أتراب طبعن على اللطف

يُرشّفنها ما ساغ بالكأس شربه

وشربك من ضحٍّ وكأسك من كف

لو اسطاع هذا الصرح شحّ بظله

على بيتك العاري عن الستر والسجف

إلى أين يعلو في قرون حديده

أهل يأت في أمن من الهدّ والنسف

يحاول نطح الكبش وهو ببرجه

ويذهل عما راع قارون بالخسف

ألا قتل الإنسان ماذا يريده

وقد جاز حدّ المسرفين أما يكفي

أبى أن يساوي نوعه في شؤونه

فجار على صنفٍ ورقّ على صنف

وعالج لاعن حكمة ضعف نفسه

متى عولج الضعف المبرّح بالضعف

فيا بنتَ حيّي الركائب والدجى

على صهوات الحي منسدل السدف

ومَن نبّة الجزار من سنة الكرى

لينحرها غير المسنات والعجف

سمعت الأغاني فاستمالك لحنها

وملت ـ وحاشا ـ للخلاعة والقصف