( الشوقيات ) تعطينا أوضح الصور عن شاعريته فهو صاحب نهج البردة التي مطلعها :
ريم على القاع بين البان والعلم |
| أحلّ سفك دمي في الأشهر الحرم |
وصاحب الهمزية النبوية التي مطلعها :
ولد الهدي فالكائنات ضياء |
| وفم الزمان تبسم وثناء |
وصاحب ذكري المولد التي مطلعها :
سلوا قلبي غداة سلا وتابا |
| لعل على الجمال له عتابا |
وهو الذي يقول في مطلع احدى روائعه :
رمضان ولّى هاتها يا ساقي |
| مشتاقة تهفو إلى مشتاق |
وله :
حفّ كأسها الحبب |
| فهي فضة ذهب |
وهو القائل في مطلع قصيدة تكريم :
قم للمعلم وفّه التبجيلا |
| كاد المعلم أن يكون رسولا |
فنراه محلّقاً بكل ألوان الشعر وضروبه وهو مسلم مقتنع بالإسلام ومتأثر به تأثراً كلياً هتف بأعلى صوته وردد أنغامه وحرك الأحاسيس وأثار الشعور وملك العواطف وهاك قطع ينقد بها المجتمع :
رأيت قومي يذم بعض |
| بعضاً إذا غابت الوجوه |
وان تلاقوا ففي تصاف |
| كأن هذا لذا أخوه |
كريمهم لا يسدّ سمعاً |
| ووغدهم لا يسدّ فوه |
وكلهم عاقل حكيم |
| وغيره الجاهل السفيه |
وذا ابن من مات عن كثير |
| وذا ابن مَن قد سما أبوه |
وذا بإسلامه مدلٌ |
| وذا بعصيانه يتيه |