• الفهرس
  • عدد النتائج:

يوم يأتي الرحمنُ وهو رحيم

إنّه كان وعدُهُ مأتيّا

ربِّ إن تعفُ فالمعافاةُ ظنّي

وتُعاقِبْ فلم تعاقِب بريّا

فقال رسول الله صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « إنّ أخاك آمن شعره ، وكفر قلبه » وأنزل الله تعالى الآية (١).

وقيل : انّه أبو عامر بن النعمان بن صيفى الراهب الذي سمّاه النبي الفاسق ، وكان قد ترهب في الجاهلية ولبس المسوخ ، فقدم المدينة ، فقال للنبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : ما هذا الذي جئت به ، قال : « جئت بالحنيفية دين إبراهيم » ، قال : فأنا عليها ، فقال صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم : « لست عليها ولكنّك أدخلت فيها ما ليس منها ».

فقال أبو عامر : أمات الله الكاذب منّا طريداً وحيداً ، فخرج إلى أهل الشام وأرسل إلى المنافقين أن استعدّوا السلاح ، ثمّ أتىٰ قيصر وأتىٰ بجند ليخرج النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله‌وسلم من المدينة ، فمات بالشام طريداً وحيداً.

والظاهر انّ المشبه ليس خصوص هذين الرجلين ، بل كما قال الإمام الباقر عليه‌السلام : « الأصل في ذلك بلعم ، ثم ضربه الله مثلاً لكل مؤثر هواه على هدى الله من أهل القبلة » (٢).

وفي الآية دلالة واضحة على أنّ العبرة في معرفة عاقبة الإنسان هي أُخريات حياته ، فربما يكون مؤمناً في شبابه ويرتد عن الدين في شيخوخته وهرمه ، فليس

__________________

(١) مجمع البيان : ٢ / ٤٩٩ ـ ٥٠٠.

(٢) مجمع البيان : ٢ / ٥٠٠.