• الفهرس
  • عدد النتائج:
📷

وهو الحلف الذي شارك فيه النبي صلى‌الله‌عليه‌وآله ، وكان عمره الشريف نحو عشرين سنة .. بل تدل بعض الأحاديث على أنه صلى‌الله‌عليه‌وآله أمضاه بعد بعثته ، كما في مسند أحمد : ١ / ١٩٠ قال : شهدت حلف المطيبين مع عمومتي وأنا غلامٌ ، فما أحب أن لي حمر النعم ... وصححه الحاكم : ٢ / ٢٢٠ .

وكان هذا الحلف جواباً لحلف مضادٍ ، دعا اليه بنو عبد الدار ، فأجابتهم بعض قبائل قريش ، وعرف حلفهم باسم ( لعقة الدم ) لأنهم ذبحوا بقرة ، وأكدوا تحالفهم بأن يلعق ممثل القبيلة لعقةً من دمها !

وقد اختلفت النصوص في سبب الحلفين ووقتهما ، فذكر بعضها أنه عند بناء الكعبة بسبب اختلافهم على القبيلة التي تفوز بشرف وضع الحجر الأسود في موضعه .

وذكر بعضها أنه كان بسبب شكاية بائع مظلوم ، اشترى منه قرشي بضاعة ، وأراد أن يأكل عليه ثمنها ..

والأرجح ما ذكره ابن واضح اليعقوبي من أن بني عبد الدار حسدوا عبد المطلب ، فدعوا الى حلف لعقة الدم ، فدعا عبد المطلب في مقابلهم الى حلف المطيبين .

ـ قال اليعقوبي في تاريخه : ١ / ٢٤٨

ولما رأت قريش أن عبد المطلب قد حاز الفخر ، طلبت أن يحالف بعضها بعضاً ليعزُّوا ، وكان أول من طلب ذلك بنو عبد الدار لما رأت حال عبد المطلب ، فمشت بنو عبد الدار الى بني سهم فقالوا : إمنعونا من بني عبد مناف .... فتطيب بنو عبد مناف ، وأسد ، وزهرة ، وبنو تيم ، وبنو الحارث بن فهر ، فسموا حلف المطيبين .

فلما سمعت بذلك بنو سهم ذبحوا بقرةً وقالوا : من أدخل يده في دمها ولعق منه ، فهو منا ! فأدخلت أيديها بنو سهم ، وبنو عبد الدار ، وبنو جمح ، وبنو عدي ، وبنو مخزوم ، فسموا اللعقة .

وكان تحالف المطيبين ألا يتخاذلوا ، ولا يسلم بعضهم بعضاً .