• الفهرس
  • عدد النتائج:

عاهدوه على الوفاء وعافوا

دونه الأهل والداً ووليدا

وانثنوا للوغى سواغب اسد

قد تراءت من النعام برودا

والتقى جيشهم بقوة بأس

ثابت يرهق الجبال الميدا

مستميتين يلتقون المنايا

مثل لقياهم الحسان الغيدا

لا ترى منهم سوى كل ندب

أريحيٍّ يرى الملاحم عيدا

وتقيٍ سميدع لوذعيٍ

فاضل يخجل السحائب جودا

لست أنساهم ونار الوغى لم

تفتَ تذكو على الكماة وقودا

كلهم يصطلى لظاها إلى أن

غادرتهم على الصعيد خمودا

لهف نفسي لقطب دائرة الأكوان

إذ صار للطغاة فريدا

حرّ قلبي لصحبه مذ رأهم

كالأضاحي على التراب رقودا

فاتكى بينهم على قائم

السيف وناداهم وليس مفيدا

أأحباي ما لكم قد هجرتم

لي وواصلتم ثرى وصعيدا

لمَ صيرتم التراب وساداً

وافترشتم صحاصحا وكديدا

هل سئمتم لصحبتي أم سقاكم

طارق الحتف من رداء ورودا

ومضى للوغى يدير رحاها

بيد لم تزل تدير الوجودا

يلتقيها بهمة لو أرادت

طوت الدهر غيبة وشهودا

مستطيلاً عليهم والعفرنى

ليس يخشى وقد أهاج القرودا

لم يزل بالسنان يفري كبودا

وبماضي الشبا يقدّ قدودا

وإذا بالنداء من حضرة القدس

ـ الينا تجد مقاما حميدا

فرماه الدعيّ شلّت يداه

عيطلا للهدى أصاب وريدا

فهوى للصعيد ملقى ولكن

نال في المجد في الهويّ صعودا

يا مليك الأقدار والسيد المسدي

إلى الخلق والعباد الجودا

عجباً للمهاد والشهب والسبع

السماوات مذ غدوت فقيدا