أخنى على عاد وأهلك تبّعا |
| وسطا بقدرته على النعمان |
وأزال ملك الفرس بعد ثبوته |
| وهوى بكسراها أنوشروان |
آثارهم تنبيك عن أخبارهم |
| نطقا وليس مغيّبا كعيان |
هل أسمعت أذناك مثل حديثهم |
| أو عاينت عيناك كالإيوان؟ |
قصر يكاد يردّ حسن بنائه |
| عند التأمل أعين العميان |
تعلو له شرف كأن شخوصها |
| بيض الحمائم في ذى الأغصان |
حفّت به كحفوف وقد أحدقوا |
| بحريم بيت الله ذي الأركان |
وكأنها في وسط كل دجنّة |
| نار تشب لعابد الرهبان |
أو فتية شربوا فأثر فيهم |
| فعل الشراب مخيلة النشوان |
وضعوا الأكفّ على الحضور ورفّعوا |
| فوق الرءوس أكلّة المرجان |
مصطفة كبنات نعش في ذرى |
| عالي السموك موثّق البنيان |
الفت مجاورة السموك سموكه |
| وترفعت عن يذبل وأبان |
فكأنما بين السماك وبينه |
| شر فما ينيان ينتحيان |
صور من الآساد في جنباته |
| ما ان لها اجم سوى الجدران |
أسد على فرس الرجال قديمة |
| لو انها كانت من الحيوان |
ومعسكران لكل حزب منهما |
| رجل أمام مواقف الفرسان |
جيشان لو وقع التناجز منهما |
| لم يبق من جمعيهما رجلان |
لولا وقوع اليأس من حركاتهم |
| لظننت أنهما سيقتتلان |
لبسوا من الألوان أصفر فاقعا |
| فأتاه ناصعه بأحمرقان |
ومورّد في خضرة فكأنه |
| زهر تكنف حافتي بستان |
[٩٦ أ] ثم رجع بنا القول في قرميسين وذكر عجائبها.
قال أبو المنذر : طلسمات إيران شهر غير ظاهرة ، وعند كل طلسم منها علامة إما صخرة وإمّا تمثال. وجميع ذلك من كل طلسم على أربعين ذراعا.