القول في دمشق
قال الكلبيّ : دمشق بناها دمشق بن فالي بن مالك بن أرفخشذ بن سام بن نوح. وقال الأصمعيّ : أخذت دمشق من دمشقوها أي أسرعوها. وقال كعب في قول الله عزّ وجلّ : (وَالتِّينِ) قال : الجبل الذي عليه دمشق (وَالزَّيْتُونَ) قال : الذي عليه بيت المقدس (وَطُورِ سِينِينَ) حيث كلّم الله موسى (عليه السلام) (وَهذَا الْبَلَدِ الْأَمِينِ) مكّة.
وقال كعب : مربض ثور في دمشق خير من دار عظيمة بحمص. قال في قوله عزّ وجلّ : (لَمْ يُخْلَقْ مِثْلُها فِي الْبِلادِ) قال : دمشق. وقال كعب : معقل المسلمين من الملاحم دمشق ، ومعقلهم من الدجّال نهر أبي فطرس ، ومن يأجوج ومأجوج الطور.
وقال هارون الرشيد للحسين بن عمّار : ولّيتك دمشق وهي جنّة تحيط بها غدر تتكفّأ أمواجها على رياض كالدراريّ ، فما برح بك التعدّي لإرفاقهم أن جعلتها أجرد من الصخر ، وأوحش من القفر. قال : والله يا أمير المؤمنين ما قصدت لغير التوفيق من جهته ، ولكنّي رأيت أقواما ثقل الحقّ على أعناقهم فتفرّقوا في ميادين التعدّي ورأوا المراغمة بترك العمارة أوقع بإضرار السلطان ، وأرادوا بذلك المشقّة على الولاة ، وإن سخط أمير المؤمنين فقد أخذ بالحظّ الأوفر من مساءتي. فقال الرشيد : هذا أجزل كلام سمع من خائف.
وقال الأصمعيّ : جنان الدنيا ثلاث : غوطة دمشق ، ونهر بلخ ، ونهر الأبلّة. وحشوش الدنيا ثلاثة : الأبلّة ، وسيراف ، وعمان.