قال : كنت أكتب لرسول الله صلىاللهعليهوسلم فكنت أكتب براءة ، فإني لواضع القلم على أذني إذ أمرنا بالقتال ، فجعل رسول الله صلىاللهعليهوسلم ينظر ما ينزل عليه إذ جاءه أعمى ، فقال : كيف بي يا رسول الله وأنا أعمى؟ فنزلت : (لَيْسَ عَلَى الضُّعَفاءِ) الآية.
وأخرج عن طريق العوفي عن ابن عباس قال : أمر رسول الله صلىاللهعليهوسلم الناس أن ينبعثوا معه غازين ، فجاءت عصابة من أصحابه فيهم عبد الله بن معقل المزني ، فقال : يا رسول الله ، احملنا؟ فقال : «والله لا أجد ما أحملكم عليه» ، فولوا ولهم بكاء ، وعزّ عليهم أن يحبسوا عن الجهاد ولا يجدون نفقة ولا محملا ، فأنزل الله عزوجل : (وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ) [سورة التوبة ، الآية : ٩٢] (١).
الآية : ٩٢ ـ قوله تعالى : (وَلا عَلَى الَّذِينَ إِذا ما أَتَوْكَ لِتَحْمِلَهُمْ).
نزلت في البكائين ، وكانوا سبعة : معقل بن يسار ، وصخر بن خنيس ، وعبد الله بن كعب الأنصاري ، وسالم بن عمير ، وثعلبة بن غنمة ، وعبد الله بن مغفل ، أتوا رسول الله صلىاللهعليهوسلم فقالوا : يا نبي الله ، إن الله عزوجل قد ندبنا للخروج معك ، فاحملنا على الخفاف المرقوعة والنعال المخصوفة ، نغزو معك. فقال : «لا أجد ما أحملكم عليه» فتولوا وهم يبكون (٢).
الآية : ٩٧ ـ قوله تعالى : (الْأَعْرابُ أَشَدُّ كُفْراً وَنِفاقاً). نزلت في أعاريب (٣) من أسد وغطفان ، وأعاريب من أعاريب حاضري المدينة (٤).
الآية : ٩٩ ـ قوله تعالى : (وَمِنَ الْأَعْرابِ مَنْ يُؤْمِنُ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَيَتَّخِذُ ما يُنْفِقُ قُرُباتٍ عِنْدَ اللهِ وَصَلَواتِ الرَّسُولِ أَلا إِنَّها قُرْبَةٌ لَهُمْ سَيُدْخِلُهُمُ اللهُ فِي رَحْمَتِهِ إِنَّ اللهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ) (٩٩).
__________________
(١) السيوطي ١٤٦ ، وتفسير الطبري ، ج ١٠ / ١٤٥ ، وتفسير ابن كثير ، ج ٢ / ٣٨١.
(٢) تفسير الطبري ج ١٠ / ١٤٦ ، وتفسير ابن كثير ، ج ٢ / ٣٨١ ـ ٣٨٢.
(٣) النيسابوري ٢١٧.
(٤) زاد المسير في علم التفسير ، ج ٣ / ٤٨٨.