• الفهرس
  • عدد النتائج:

(٢١) بَلِ الَّذِينَ كَفَرُوا يُكَذِّبُونَ (٢٢) وَاللهُ أَعْلَمُ بِما يُوعُونَ (٢٣) فَبَشِّرْهُمْ بِعَذابٍ أَلِيمٍ (٢٤) إِلاَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ (٢٥))

١٦ ـ آخر السورة ـ (فَلا أُقْسِمُ بِالشَّفَقِ وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ ...) أي أقسم بالشفق الذي هو الحمرة التي تظهر عند المغرب في الأفق وتختفي بعد قليل دالة على آخر خيوط الشمس التي تغيب عن العين (وَاللَّيْلِ وَما وَسَقَ) أي وبالليل وما ضمّ وجمع لأن ظلمة الليل تجعل كل حيّ يأوي إلى مسكنه (وَالْقَمَرِ إِذَا اتَّسَقَ) أي إذا تكامل وصار بدرا متناسق الجهات مجتمع الضوء ، وهو يستوي بين الليلة الثالثة عشرة والسادسة عشرة ، فهو يقسم بذلك كله (لَتَرْكَبُنَّ طَبَقاً عَنْ طَبَقٍ) فهذا جواب القسم بأنه يا محمد لتصعدنّ سماء بعد سماء ودرجة بعد درجة في المقربة إلى الله تعالى. ولذلك روى مجاهد عن ابن عباس أنه كان يقرأ لتركبنّ بفتح الباء ، قال : يعني : نبيّكم (ص) هو المخاطب بذلك. أما من قرأ بالضمّ (لَتَرْكَبُنَ) فالخطاب يكون للناس ، ويعني لترتقنّ حالا بعد حال في الآخرة بحيث تصيرون على غير الحال التي كنتم عليها في الدنيا ، و (عَنْ) هنا بمعنى (بعد) أي طبقا بعد طبق ، وهذا كقوله عزوجل : (عَمَّا قَلِيلٍ لَيُصْبِحُنَّ نادِمِينَ) ، أي بعد قليل. وقيل معناه : ستركبنّ شدة بعد شدة من حياة إلى موت فإلى بعث ، وقيل هو رخاء بعد شدة ، وفقر بعد غنى ، وصحة بعد سقم ، كما قيل أيضا إنه يعني تطوّر الخلق ما بين النّطفة والخلقة السويّة وما بين الطفولة والهرم ، والله تعالى أعلم بما قال (فَما لَهُمْ لا يُؤْمِنُونَ) أي ما بال كفّار قريش لا يصدّقون بنبوّة محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله : وهو استفهام إنكار لحالهم فلا شيء لهم من الثواب وحسن المآب إذا بقوا في هذا الارتياب الصارف لهم عن الإيمان ، فلا عذر لهم في الانصراف عن الإيمان مع الدلائل الواضحة التي أتى بها محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله (وَإِذا قُرِئَ عَلَيْهِمُ الْقُرْآنُ لا يَسْجُدُونَ) هذا الكلام معطوف على ما سبقه ، وهو يعني