• الفهرس
  • عدد النتائج:

للصلاة معك ثابتة على الإيمان بما جاء من عندنا ، وروى الحاكم عن الكلبي عن أبي صالح عن ابن عباس في قوله : (وَطائِفَةٌ مِنَ الَّذِينَ مَعَكَ) ، قال : عليّ وأبو ذر (وَاللهُ يُقَدِّرُ اللَّيْلَ وَالنَّهارَ) أي هو يقدّر ويعلم الوقت الذي تقدمونه فيهما (عَلِمَ أَنْ لَنْ تُحْصُوهُ) أي عرف انكم لا تتمكّنون من حصر الوقت المستحب ، فعن مقاتل أن الرجل كان يصلّي الليل كلّه مخافة أن لا يصيب ما أمر به من القيام ، فلذلك طيّب سبحانه نفوسهم وقال : علم أن لن تحصوه ، لأنكم لا تطيقون معرفة ذلك بدقّة (فَتابَ عَلَيْكُمْ) بأن جعل ذلك تطوّعا ولم يجعله فرضا فغفر لكم ولم يلزمكم إثما ولا تبعة بل خفّف عنكم (فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآنِ) في صلاة الليل عن أكثر المفسّرين. وقيل معناه : فصلّوا ما تيسّر من الصلاة ، فعبّر عن الصلاة بالقرآن لأنها تتضمّن القرآن ، وقراءة القرآن في ذلك الوقت محمولة على الاستحباب أيضا لا على الوجوب ، ثم اختلفوا في ذلك وفي القدر الذي تضمّنه هذا الأمر بقراءة القرآن فقيل هو خمسون آية ، وقيل مائة آية ، كما قيل مائتان ، وعندنا أنه خمسون آية لا على طريقة الوجوب (عَلِمَ أَنْ سَيَكُونُ مِنْكُمْ مَرْضى) يقتضي التخفيف عنهم (وَآخَرُونَ) منكم (يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ) يسافرون (يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللهِ) تجارة وسعيا وراء الكسب (وَآخَرُونَ) منكم أيضا (يُقاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ) يجاهدون الكفار ، وحالهم تقضي بالتخفيف عنهم أيضا (فَاقْرَؤُا ما تَيَسَّرَ مِنْهُ) أي من القرآن فاقرأوا ما قدرتم عليه ، وروي عن الإمام الرضا عليه‌السلام مرفوعا قال : ما تيسّر منه لكم فيه خشوع القلب وصفاء السر (وَأَقِيمُوا الصَّلاةَ) بشروطها وحدودها الواجبة (وَآتُوا الزَّكاةَ) المفروضة (وَأَقْرِضُوا اللهَ قَرْضاً حَسَناً) أنفقوا في سبيل مرضاته وعلى عياله من الفقراء والمساكين (وَما تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ) أي ما تقدّمونه بين أيديكم من طاعة ثوابها خير (تَجِدُوهُ) تجدوا ثوابه (عِنْدَ اللهِ هُوَ خَيْراً) معدّا لكم عنده سبحانه (وَأَعْظَمَ أَجْراً) أني أكثر ثوابا (وَاسْتَغْفِرُوا اللهَ) توبوا إليه