• الفهرس
  • عدد النتائج:

مِنَ الظُّلُماتِ إِلَى النُّورِ وَإِنَّ اللهَ بِكُمْ لَرَؤُفٌ رَحِيمٌ (٩) وَما لَكُمْ أَلاَّ تُنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللهِ وَلِلَّهِ مِيراثُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ لا يَسْتَوِي مِنْكُمْ مَنْ أَنْفَقَ مِنْ قَبْلِ الْفَتْحِ وَقاتَلَ أُولئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِنَ الَّذِينَ أَنْفَقُوا مِنْ بَعْدُ وَقاتَلُوا وَكُلاًّ وَعَدَ اللهُ الْحُسْنى وَاللهُ بِما تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ (١٠))

٧ إلى ١٠ ـ (آمِنُوا بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَأَنْفِقُوا) ... هذا خطاب لعباده المكلّفين بالطاعات يأمرهم فيه بالإيمان والتصديق بوحدانيّته سبحانه وبعبادته (وَ) ب (رَسُولِهِ) أي صدّقوا به واعترفوا بأنه نبيّ مرسل (وَأَنْفِقُوا مِمَّا جَعَلَكُمْ مُسْتَخْلَفِينَ فِيهِ) أي ابذلوا في سبيل الله وفي الوجوه التي أمركم من المال الذي يسّره لكم بالميراث أو بالكسب وجعلكم ولاة عليه مدة حياتكم ، وقبل أن تموتوا وتزول ولايتكم عنه (فَالَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَأَنْفَقُوا لَهُمْ أَجْرٌ كَبِيرٌ) أي للمؤمنين بالله وبرسوله وكتابه ، المنفقين في سبيله ، جزاء كبير وثواب عظيم. ثم أنكر سبحانه عليهم عدم امتثالهم ووبّخهم على عدم تصديقهم فقال : (وَما لَكُمْ لا تُؤْمِنُونَ بِاللهِ) يعني ما الذي يمنعكم من التصديق به مع الدلائل الكثيرة الواضحة (وَالرَّسُولُ يَدْعُوكُمْ لِتُؤْمِنُوا بِرَبِّكُمْ) ونبيّه (ص) ينذركم ويحذّركم ويطلب إليكم أن تؤمنوا بخالقكم (وَقَدْ أَخَذَ مِيثاقَكُمْ) بما جعل سبحانه في عقولكم من التفكير الذي يمكن أن يوصل إلى الإيمان بالدلائل الواضحة ، والميثاق هو الأمر الذي يجب العمل بمقتضاه لأنه يؤكّد ذلك بين المواثقين ، فافعلوا ذلك (إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ) أي إذا كنتم مصدّقين فعلا ، فلا عذر لكم في ترك الإيمان بعد إزاحة العلة ولزوم الحجة للعقول المنكرة والقلوب الواعية. ثم أخذ يشرح دلائله بقوله تعالى : (هُوَ الَّذِي يُنَزِّلُ عَلى عَبْدِهِ) محمد صلى‌الله‌عليه‌وآله (آياتٍ بَيِّناتٍ) براهين واضحة (لِيُخْرِجَكُمْ) الله بتلك