• الفهرس
  • عدد النتائج:

ونعمة أخرى هي : (وَجَعَلَ لَكُمْ فِيها سُبُلاً) أي طرقا وفجاجا (لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ) أي لكي تهتدوا إلى مقاصدكم في أسفاركم ، أو المراد من الاهتداء هو الهداية إلى حكمة الصّانع وإلى قدرته الكاملة بالنظر في هذه الأمور.

١١ ـ (وَالَّذِي نَزَّلَ مِنَ السَّماءِ ماءً بِقَدَرٍ) ... أي بمقدار نافع لا يضرّ ، يعني بمقدار حوائج الموجودات بلا زيادة ولا نقيصة ، فإن الزيادة تفسد والنقصان يضرّ ، وفي ذلك دلالة على أن هذا التنزيل من حكيم قادر مختار قد قدّره على مقتضى حكمة اقتضته لعلمه الكامل بذلك (فَأَنْشَرْنا بِهِ) أي فأحيينا بذلك الماء المنزل (بَلْدَةً مَيْتاً) أي يابسة جافة ، وإحياؤها باخضرارها بالنبات والأشجار والثّمار على اختلاف أنواعها وأصنافها (كَذلِكَ تُخْرَجُونَ) أي كما كنّا قادرين على إحياء الأرض الميتة بأن نخرج نباتها وأشجارها بأسبابها العاديّة حيث إن الدنيا دار أسباب وعلل ، كذلك نحن قادرون على إخراجكم من مراقدكم يوم البعث والنشر أحياء ، لأن قدرتنا على السّواء بالنسبة إلى جميع شؤون المكوّنات وذواتها. وهذه ، أي تنزيل الماء من السماء وإحياء البلاد وإحضار الناس يوم البعث من النعم الجسيمة.

١٢ ـ (وَالَّذِي خَلَقَ الْأَزْواجَ كُلَّها) ... أي أصناف المخلوقات كلّها ، أو المراد أزواج الحيوان من ذكر وأنثى ، لكن الظاهر بقرينة السّياق هو الأول. ويحتمل أن التعبير بالأزواج يكون للإشارة إلى أن أصناف الكائنات كلّها أزواج من ذكر وأنثى ، غاية الأمر أن زوجيّة كلّ شيء بحسبه وما يناسبه ، فزوجية الحيوان بكيفيّة مركّبة من ذكر وأنثى حقيقيّة ، والأشجار بكيفيّات أخرى كما في النخل كيفيّة تلقيحه المعروفة ولو لا التلقيح لما أثمر الشجر ، ففي أيام الربيع تجري الرّياح الملقّحة عليه ومنه على الآخر من الأشجار. وهذه القضية يعرفها الفلاحون وأصحاب البساتين وجميع من