• الفهرس
  • عدد النتائج:

وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (٩) وَمَا اخْتَلَفْتُمْ فِيهِ مِنْ شَيْءٍ فَحُكْمُهُ إِلَى اللهِ ذلِكُمُ اللهُ رَبِّي عَلَيْهِ تَوَكَّلْتُ وَإِلَيْهِ أُنِيبُ (١٠) فاطِرُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْواجاً وَمِنَ الْأَنْعامِ أَزْواجاً يَذْرَؤُكُمْ فِيهِ لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ (١١) لَهُ مَقالِيدُ السَّماواتِ وَالْأَرْضِ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ (١٢))

٩ ـ (أَمِ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِياءَ) ... كلمة أم للإضراب. والمعنى أنّ الكفرة لا أنّهم لا يؤمنون فقط ، بل مضافا إلى ذلك اتّخذوا غير الله أولياء من الأصنام والأوثان مع أنه لا يتأتّى من قبلها لهم نفع ولا ضرّ ، فإن أرادوا من أخذهم الوليّ أن ينتفعوا ويستفيدوا منه (فَاللهُ هُوَ الْوَلِيُ) الذي له الأهليّة لأن يستفاد منه وينتفع به كلّ النّفع ، فلا بدّ من أخذه وليّا لأنّ قدرته فوق قدرة كلّ قادر وقوّته فوق القوى كما بيّن ذلك بقوله (وَهُوَ يُحْيِ الْمَوْتى) فالذي بتلك المرتبة من القدرة بأن يعطي الأموات الحياة ، فهو ـ وحده سبحانه وتعالى ـ يليق بأن يؤخذ وليّا. أمّا الجماد الذي يكسر ويحرق ويرمى برماده إلى أيّ مكان ولا يشعر بذلك ، ولا قدرة له أن يدفع عن نفسه الضرّ فهو أخسّ من أن يؤخذ وليّا ، فالله هو الوليّ (وَهُوَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ) أي لا ينبغي أن يترك هذا الذي بهذه الصّفة ويؤخذ ذاك الذي هو أعجز من كلّ عاجز وأضعف من كلّ ضعيف ، فالذي هو قدير على الأشياء طرّا وأزمّة أمورها بيده هو أحقّ بالولاية على الأشياء كلّها على ما يحكم به عقل كلّ عاقل وفهم كلّ فهيم لا غيره ، كالأحجار المنقورة والأخشاب المصنوعة.